الأصل في العادات أنها سلوك اجتماعي خليط من عدة عوامل تصنعها وتجعلها محترمة مقدمة في المجتمع يأتي في أولها المعتقدات السائدة فيه بغض النظر عن مدى صحة الدين المعمول به في المجتمع من عدمه يأتي بعده ما يطوف بساحته من أعراف منتشرة بين الناس منها ما يُمدح ومنها ما يُذم كل ذلك حاصل فيه بالإضافة إلى الثقافات المنتشرة فيه والمستوى التعليمي للناس ومدى انتشار الخرافة في المجتمع وكمّ الثقافات الدخيلة إليه والرائجة فيه ودور الاستشراق والاستغراب على الناس والأمم وأخيراً موروثات الشعوب بحسب السائد فيهم من أخلاق وسلوكيات مقبولة أو غير مقبولة حتى كل تلك الأمور تشكِّل عادات وتقاليد المجتمعات الحسن منها والسيء الإيجابي منها والسلبي عادات وتقاليد تتفق فيها الأمم والشعوب وأخرى تختلف فيها وتتباين إلى درجة كبيرة فعلاً العادات موروثات منذ الصغر تؤثر في الأفراد والجماعات ومع الوقت قد تضعف بل وربما تلاشت والتقاليد موروثات دخيلة مستحدثة أضحت مع الوقت لدى البعض من جملة القيم الأصيلة المحترمة في مجتمعهم لذا في كثير من المجتمعات العادة والتقليد تقدمان على الدين بل ربما خالف البعض الدين لأجل عادة أو تقليد كثيرون ولا سيما من ذوي التعليم المتدني يتمسكون بالعادات والتقاليد أكثر من تمسكهم بتعاليم الدين وهذا ما أوجد كثرة الفروقات بين المجتمعات حتى التي هي على دين واحد من المفترض أنه يقودها جميعاً وهذا الذي جعل الناس في خلافات لا تنتهي حينما طغى مبدأ سيادة العادة والتقليد في المجتمع وحينما ضعفت روابط الدين الحق والعمل به ولا سيما في المجتمعات التي راجت فيها الخرافة والخيال وهيمنت فيها العادات القبلية والتقاليد العرفية والسلوكيات التي تحترمها وتقدمها على كل ما سواها مما لم ينزل الله تعالى به من سلطان لكنه الواقع المليء بالمفارقات والمخالفات شاء من شاء وأبى من أبى