مفهوم الإيمان وقيمه العليا التصديق بالغيبيات التي لا نراها وأنها موجودة في عالم الحقيقة بكل تأكيد وبوجه غير قابل للشك واليقين بوجود الله جل جلاله وبكل ما أخبر به سبحانه من اليقينيات التي جاء بها رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام والقطع بوجود واجب الوجود الخالق العظيم والرب الحكيم وبما جاء به من منهج حق يحقق السعادة للبشرية ومعرفة أن الوجود له علة وسبب وغاية وهدف ومصرف ومدبر تجلت قدرته في كل شيء ظاهراً وباطناً والإنصات لصوت الضمير داخل الإنسان وتلمس مضمون الحس الصافي فيه وإدراك شعور القلب والوقوف على مناطات العقل البشري كل تلك أدوات ومدركات البصيرة ليقف الإنسان بها على الغايات العظمى من هذا الوجود والوقوف عند حد دلائل المنطق السليم الداعية للتفكر والتدبر والتأمل والتبصر في هذا الوجود ومن يقف وراءه وما الهدف المنشود له من ذلك وتفهم حقيقة الدور الذي من أجله وجد الإنسان في هذا الكون الفسيح ومن ثم العمل بمقتضى ذلك كل ذلك يعني انسجام الملكات النفسية مع منهجية الوجود التي جاءت آمرة بكل قيم الفضيلة والخير ناهية عن كافة مآخذ الرذيلة والشر جملة وتفصيلاً ويعني الوعي التام الذي يرتكز على دلائل ومظاهر مادية ومعنوية يوصد بها الباب عن كل شك وريبة وحيرة وتوهان وانقياد الإنسان لمن يستحق الانقياد له وحمايته من الانقياد لمن لا يستحق ذلك وتحرر العقل من التبعية لغوغائية متشعبة كلٌ يراها من وجهة نظره حقيقة في حين يراها الآخرون فاسدة من كل وجه والالتزام بتعاليم فاضلة وقيم صادقة ومبادئ محترمة لها حضور تكويني داخل الإنسان داعية للأخلاق الفاضلة التي يجدها كل إنسان في قرارة نفسه بلا شك أو ارتياب وبالتالي تحقق الطمأنينة والسكينة وراحة البال لمنهج السماء المتوافق مع رغبات الماديات والمنسجم مع تطلع المعنويات أما درجاته التي تحدد موقف المرء من قيمه ومبادئه خمسة 1- الإيمان الكامل وهو الوصول إلى درجة اليقين التام الجامع بين التصديق والانقياد فلا شك فيه ولا ارتياب 2- الإيمان التام وهو اليقين الصادق الذي لا شك فيه لكنه لم يحقق الانقياد التام مع التصديق 3- الإيمان الناقص الذي لم يصل إلى درجة اليقين التام القطعي لكنه حقق انقياداً صادقاً 4- الإيمان الحيران الذي لم يصل إلى درجة اليقين ولم يحو انقياداً صادقاً خالصاً 5- الإيمان الظاهري الذي ليس له عقيدة صادقة تحميه ولا إخلاص يقيه وإنما تكذيب واعتراض وتسخط