مخاض الأفكار حين الفراغ يضعف تفكير الإنسان إلى حيث درجة الحضيض فيجد نفسه تزهد في تصديق الأفكار واحترام المبادئ القيم واليقين بها حينها قد يصل إلى التشكيك في أوثق ما كان يجده في نفسه أواقت الإدراك فيدخل في حالة مخاض لا مستقر ودوامة بحث عن الحقيقة من جديد التي كان يصدق بها تماماً ولا يمكن أن يتطرق إليها شك بحال هنا يجد الإنسان نفسه أمام مداخل ومخارج للأفكار لا يدري كيف يتعامل معها قد ترفعه وقد تخفضه قد تنفعه وقد تضره قد تقدمه وقد تؤخره والسبب في كل ذلك أحد ثلاثة أمور هي من أوقعه في مثل حالة المخاض تلك الأول . الفراغ الذي قد يستولي على الإنسان فيجعله يبحث عما يشغل نفسه به ولو كان ذلك في البحث عن أوثق الأمور لديه من يقينيات كان مقطوعاً بها عنده الثاني . فرط التفكير في أمور كان الواجب عليه البعد عنها حتى لا يقع في حرج منها على المرء أن يطلب طريق السلامة بالبعد عما قد يشوش عليه ذهنه من أي باب ولا سيما متى علم من نفسه الضعف في مجال من المجالات ولا سيما الفكرية الثالث . اعتقاد القدرة على خوض غمار الترجيح بين أمور قد يكون لا طاقة له بها فيورد نفسه ساحات كان يعتقد قدرته على التعامل معها وإذا به يقع فريسة فيها كان الأولى به النأي بالنفس عن كل ما قد يفسد عليه دينه ودنياه من أفكار وكم من موقن بأمور كان من أشد المنافحين عنها وإذ به من أكبر المششكين فيها مخاض الأفكار مجال كبير مخيف كم من قدم فيه زلت وكم من قلم فيه تاه وما ذلك إلا دليل على غاية ضعف الإنسان في دنياه وأنه لا قرار له على شيء فيها وأن الفكرة الهزيلة في نظره اليوم قد تصبح عظيمة جليلة غداً والعكس صحيح أفكار تعصف بالناس وبعقولهم فلا يثبت إلا من ركن إلى ربه الكريم واعتصم به وعلم أن القوة والعصمة والعزة معه وبه فلا عاصم سواه سبحانه وبحمده