أهم الشبهات المثارة حول الدين 1- القول بنفي وجود الخالق وأن الكون يسير تلقائياً كيفما اتفق كما لو كان عبثاً لا طائل من ورائه بعيدة عن منطق العقل السليم ومبدأ وجود خالق عظيم للوجود ينقاد الخلق له ويطبقون منهجه ليحقق لهم السعادة أولى من قبول فكرة عدم وجود خالق 2- والقول بنفي الغاية في الوجود مع أن الثابت في عالم الواقع أن في الإنسان جملة من المفاهيم والقيم والمبادئ يجد نفسه ملزماً بها ومحترماً إياها لما تحققه من انسجام وطمأنينة وسكينة ولا طاقة له للخروج عن نطاقها ومع ذلك لا يدري من الذي جبله عليها وتلك دالة على أنه مخلوق وفق منهج من خلقه وله من تلك الخلقة هدف وغاية في دنياه 3- والقول بعدم جدوى الإيمان في حياة الإنسان في حين أن كل نفس بشرية جبلت على نزوعات لا قدرة لها على إخفائها أقواها نزوع الخضوع وهذا ما جعل البشر يهرعون لصياغة قوانين وأنظمة تسيّرهم وتنظم حياتهم المعيشية لحاجتهم الماسة لذلك وصوت الدين هو الأقوى في كل مجتمع والأعلى في كل نفس بشرية لا نزاع في ذلك 4- والقول بنفي التصديق بالغيبيات مع أن كثيراً من الأشياء في الكون غيب وهي رغم ذلك موجودة قطعاً كالكهرباء التي تسري في الكابل لا أحد يستطيع إنكارها رغم العجز التام عن وصفها 5- والقول بنفي قانون الجزاء والحساب والعقاب ونفي الجنة والنار مع أن الإنسان نفسه لما بدأ يقنن لحياته وينظمها لم يستطع العيش من غير قانون جزاءات ليفرق به بين منضبط وغير منضبط ملتزم وغير ملتزم فكيف ينفي ذلك عن الخالق العظيم ويضع لنفسه ما يعتقده أنه أمر حتمي ولا بد له منه 6- والقول بأن محمداً عليه الصلاة والسلام قد افترى هذا القرآن الكريم فإذا كان قد أتى به وحده والمعروف عنه من سيرته قطعاً أنه لا يقرأ ولا يكتب فكيف عجز العالم كله ولم يستطع على كثرة مثقفيه وذكاءاتهم المتعددة وهم فوق الحصر طيلة الزمان أن يأتوا بآية واحدة من مثل هذا القرآن الكريم إذن هو فوق مستوى البشرية بكل حال 7- والقول بتناقض القرآن الكريم مع عجز البشر التام على أن يأتوا بجملة واحدة بمثل نسقه إعجازاً وسياقاً وسبكاً وحبكاً ودقة تعبيرية وصياغة لغوية إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً أو ليوجدوا فيه خطأً أو خللاً لغوياً أو لفظياً أو نحوياً أو تعبيرياً أو تأريخياً أو علمياً أو منهجياً أو من أي نوع كان 8- والقول بعدم نبوة محمد عليه الصلاة والسلام رغم ثبوت نبوته في كل الكتب السماوية فإن كان ذلك حقاً فلا أقل من اعتباره رجلاً مصلحاً أو فيلسوفاً فذاً مع أن ما جاء به من قرآن كريم يفوق كل فلسفة موضوعة ونظرية مطروحة فلماذا قُبلت كافة فلسفات الدنيا رغم ركاكتها واضطرابها وتناقضها غير المنسجم ولا المتكامل فلماذا رفض ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وهو كالشمس المشرقة وقد تحدى به العرب والعجم وعلى مر مئات السنين لم يستطع أحد الافتئات عليه من أي وجه كان 9- القدح في شخصية محمد عليه الصلاة والسلام رغم أن كل تفاصيل حياته بكامل جزئياتها الدقيقة مكشوفة كصفحة مفتوحة للقارئين في حين أنه ما من فيلسوف أو عالم أو مفكر إلا وتجد جانباً من حياته غامضاً لا يحب الكشف عنه حتى لا يقدح في سيرته أليس كل ذلك حقاً يحتاج إلى تأمل بصدق وواقعية