بين الحقائق والشكوك أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان في دنياه هي فقد قيمة الحياة الأمر الذي يجعله يلغي التصديق بكل ما هو غيبي فلا يلتفت حينها إلى مسألة الإيمان واليقين ولا يعير جانبه أدنى اهتمام فيعيش حينها حياة الفوضى والشعور باللا قيمة فيها ومن ثم يبدأ يفسر الأمور وفق أفكار لا منطقية لها ولا منهجية فيها وهذا يدفعه لئن يحشد طاقاته الفكرية لتتحول إلى فكر مضاد لا يقتنع إلا به ومنهج معادٍ لعامة الحقائق المعتبرة لا يطمئن إلا إليها خطأ فادح قاتل زل فيه كثيرون ولم يتبينوا حقيقة أمرهم ولا غلط توجهاتهم حين استعملوا منطق العقل وحس القلب بوجه منطلق تماماً لا قيود لها خطأ كبير وإلغاء صوت الضمير الداخلي وتغييب دلالة الحس الواعي وطمس معالم الفطرة الدالة ولا داعي من تجاهل الحقيقة التي عليها دلائل ومؤشرات ومن ثم البحث عنها بعشوائية لا مبررة كل ذلك سببه الأول والرئيس عشوائية التفكير منطقياً وفلسفياً وعلمياً واجتماعياً الأمر الذي أدى بدوره إلى التشكيك في كل شيء في هذه الدنيا فتباينت مواقف الناس بين الجانبين المظلم والمضيء لأن العقل إن لم يؤمن بالحقائق ويتمسك بها غلبت عليه الوساوس ولعبت به الأهواء من كل حدب وصوب والحقائق عليها أدلة مادية ومعنوية أما الوساوس والأهواء فمجرد أفكار منطلقة لا حدود لها ولا أدلة عليها وهنا يكمن الفرق بين فكر سليم عليه دليل وآخر سقيم لا دليل عليه والفكر السليم إيجابي التوجه أما الفكر السقيم فهو سلبي التوجه وبينهما بون واسع ولا ريب لا يكاد يخفى على أحد والإنسان هو الحكم الأول على نفسه ولو قدم المعاذير وتحجج بالمبررات فلا حياة طبيعية بلا إيمان يستمسك به الإنسان في واقع دنياه