حياة الإنسان مليئة بالحواجز التي تسيطر عليه وتقيد حركته المنطلقة ! من الذي يحكمه الدين يحكمه بتعاليمه وحدوده وأحكامه وحلاله وحرامه قيود وجب الانقياد لها دائرة حكم عليا ظاهرة النفع والمصلحة له في حياته وبعد مماته والأنظمة والقوانين تحكم وتجبر الإنسان التقيد بها وعدم مخالفتها والخروج عن قراراتها والتعليم يحكم بمناهجه وأساليبه وأهدافه التي تربى الإنسان عليها ونشأ في ظلها والثقافة السائدة والحركة العلمية والإعلامية كذلك تحكمان ولا ريب والمجتمع يحكم بما يغلب عليه من أخلاقه وقيمه ومبادئه وتصرفات أفراده وجماعاته والأفكار تحكم الشخص فيظل قابعاً لها تابعاً لما تمليه عليه نفسه مما يدور بخلده وأفكار الآخرين كذلك تحكم حين يقتنع بها الإنسان فيظل مرتهناً لها وربما داعياً إليها والعمل يحكم الإنسان ويلزمه التقيد بنظامه وطريقته المعتادة بغرض إنجاحه والعادات والتقاليد يحكمان أيضاً فيشعر الإنسان أنه في دوامه قيم مجتمعية أو بيئية ضيقة تسيّره على منوال معتاد في حياته ربما رغم إرادته وعن غير اقتناع لكثير منها والأعراف المحلية كذلك تحكم ولها على الإنسان سلطة قلَّ من يتحرر منها والواقع كذلك يحكم ويفرض على الإنسان أن يعيش حياة من نوعٍ ما شاء أم أبى حتى المرض يحكم فقد يصيب الشخص فيهيمن عليه فتتغير طريقة حياته وتفكيره قيود وحواجز كثيرة في حياة الإنسان تجعله يعيش في دائرتها على نحو ما غير أن الحاكم الرئيس من كل تلك الأمور هي شخصية الإنسان المستقلة هي التي تجعله يتعاطى مع كل تلك الحاكميات بصورة مختلفة مقبولة أم غير مقبولة فبعض الأشخاص يوازن بين تلك الأمور ويعرف ماذا يقدم منها وماذا يؤخر ويعرف كيف يتعامل مع كل واحد منها باعتدال ومفهومية واتزان ومعلومية شخصية متعقِّلة متفهِّمة لمسؤولياتها فلا تضطرب حياتها بل تستقيم وبعض الأشخاص تختلط عليه الأمور فلا يعرف كيف يوازن ولا كيف تعامل حينها تضطرب حياته نتيجة شخصية ضعيفة مضطربة مذبذبة حائرة ! فتبصر