جانبان للنفس البشرية
جانب مظلم حين تحيط بها هواجس من كل مكان وشكوك تداخل الإنسان وحيرة تعتريه
ووساوس لا خلاص له منها واضطراب في الانفعالات وضعف في المواقف
وتخبط في اتخاذ القرارات فلا وعي ولا بصيرة ولا منهج ظاهر تسير عليه
ولا اتزان في أي من ملكاتها فاقدة لكل القيم الأصيلة والمبادئ الثابتة في حياتها
فيظلم القلب ويشوّش العقل وتتوتر النفس فتقع فريسة الدوامات الانحراف
فيختلط عليه الحق بالباطل فلا يستطع التمييز بينهما
أو جانب مضيء حين تسمو وتزكو ويقوّم طبع الإنسان فيستقيم ويسعى للكمال
ويطلب معالي الأمور ويرفع عن سفاسفها ورذائلها فيحب الفضيلة ويكره الرذيلة
ويصلح باله وتستكين جوارحه فلا تجد في كيانها شكاً أو ريبة أو حيرة أو تردداً أو ارتياباً مطلقاً بل اتزاناً وعقلانية ورجاحة ومفهومية
فيرى الأمور على حقائقها ويضعها في نصابها فيصفو قلبه من الشبهات وتزكو نفسه من الشهوات
ويرجح عقله من الغفلات والشطحات والانحرافات ويحقق إيمانه بربه كما يحب سبحانه
ويزداد يقيناً بمعبوده ويوحّده ويصدق بوعده ووعيده
فيلتزم بمنهجه ويطبق تعاليمه ويقتنع أن خالقه قد اختار له خيري الدنيا والآخرة