تاثير العادات والتقاليد

قد يصل الإنسان أحياناً إلى درجة تبلد الحس وفقد الشعور المطلوب في المواقف
والسبب يعود إلى غلبة العادة على كثير من أفعاله اليومية وبلوغه الرتابة المملة
حينها تصبح حياته مشهد متكرر يؤدي خلاله جدول أعمال كما لو كان يدور في فلك دوار 
أو حلقة مفرغة لا يستطيع الخروج منها
ومع الوقت تصير حياته نسخة مكررة قد تستمر إلى سنين طويلة تسرق عمره
وتذهب بزهرة شبابه من حيث لا يشعر
وهذا ما جعل عامة الناس غير مؤثر في مجتمعه ولا سيما من حوله لأنه محاط بروتين يومي يؤديه 
ولو من غير قناعة أو رضا أو وعي لما يبدر منه
تبلد الحس وفقد قيمة الأشياء والشعور بالملل والرتابة مشكلات حقيقة في حياة الإنسان 
تجعله يجهل هدفه الرئيس من حياته ووجوده فيها
والحياة ليست كذلك ! الحياة ثلاثة أجزاء مهمة ومتكاملة
جزء للعمل وهذا لا ينتهي ولو انتهت حياتك فلا تجهد بدنك فوق المعقول والمقبول
وجزء لنفسك فتفقدها وطورها وهذب سلوكها وأصقل مواهبها وراعي احتياجاتها
بالقراءة بتعلم المهارات بالاستجمام كل فترة بمساعدة الآخرين بالمتعة المباحة
أمور تجد فيها نفسك وتروح عنها عناء الكدح المتواصل في دنياك
وجزء لذويك ومن حولك من أفراد أسرتك ومعارفك وأصدقائك وزمائك في العمل
كوِّن علاقات إيجابية معهم أحسن إليهم سامح واصفح وتغافل وشارك وعاون
لا تقف عند حدود الزلة والموقف الخطأ فتكون أسيراً لأفكار مقيدة لك
ربما ظلت سنين طويلة في مخيلتك حرمتك من لذة الفرح ومتعة المشاركة
ولا سيما في المناسبات السعيدة
جدد حياتك دوماً وإلا كانت عادة مهيمنة عليك لا خلاص منها ولا مناص
الإنسان متى رهن نفسه للعادات وتعود الرضوخ لها قيدته بقيد لا يشعر به هو من أخضع نفسه لها وركن إليها
وظل رهينة عندها وهو يعتقد أن الحوادث والظروف هي التي قيدته بقيودها
وما أكثر القيود في حياة كثير من الناس هم الذين أدخلوا أنفسهم ضمن دائرتها
فداخل كل نفس بشرية إما جنة تريه الدنيا جنة وتعينه على تكملة مشوار حياته
أو نار تريه الدنيا ناراً تنغص عليه حياته ضمن دوائر القلق والحقد والحسد والاضطرابات النفسية الحادة !