تأثير الأفكار على المجتمعات

منهجية الإيمان في واقع الإنسان 
حياة للقلوب على خير منهج وضع لها يقوّم السلوك ويدعو إلى مكارم الأخلاق
يأمر بكل خير وينهى عن كل شر ويحث على الفضائل ويحذر من الرذائل
يحقق الأخوة بين الجميع ويمنع الجريمة عن الكل ويسمو للروح
يحافظ على سلامة للجسد وراحة للبال وصفاء للعقل وطهارة للقلب ونقاء للنفس
طمأنينة وسكينة ورحمة وأمن وأمان واستقرار ومساواة واحترام ومحبة وتعاون وتكافل
***
أما دواعيه الدالة عليه 
نزعة التدين مطبوعة داخل كل شخص لا قدرة له على طمسها مهما حاول ومهما ابتعد عنها وجافاها 
دالة على احتياجه لدين ينطوي واقعاً تحت منهجه وتعاليمه 
وتكوين الإنسان يدفعه دفعاً إلى الخضوع لمن هو أقوى منه
والجماد والنبات والحيوان دونه رتبة وغيره من البشر مساويه درجة وكل إنسان يستنكف الخضوع لمثيله ويأبى ذلك 
فما ثمة إلا خالق عظيم يخضع له الجميع يأخذون عنه منهجه ويطبقون تعاليمه
صوت الدين هو الأعلى المسموع لدى البشر وتعاليمه هي العاصمة من كل ضرر القاصمة لكل متجاوز للحدود الآمرة بكل فضيلة الناهية عن كل رذيلة المحققة لعموم الخير المانعة من كل شر وفي كل نفس بشرية مفهوم الأخلاق الحميدة والسلوك القويم
لولا منهج الدين لتعدى كل فرد على الآخرين بلا غضاضة إذ لا حافز له حينها يحفزه للخير من دونه 
ولا موجهاً يوجهه للفضيلة ولا رادعاً يردعه عن الشر ولا مانعاً يمنعه من الرذيلة
الحياة من غير إيمان فراغ وعبث وغوغائية فلا هدف يسير إليه الإنسان ولا قيمة يسعى لتحقيقها 
وحينها ستتحول إلى جهد مرهق وعمل مضني لا طائل من ورائه
يدعو للاستخفاف بكل شيء فيها وهذا بدوره يؤدي إلى انهيار القيم والمبادئ إذ لا غايات مرجوة ذات قيمة يسعى إليها الإنسان في حياته
تناغم الوجود يتحقق بالإيمان أما القول بالإلحاد فيعارض مناطات العقل ومعالم الفطرة السوية 
وأما القول بالشرك فمغالطة كبرى إذ لا مساواة بين خالق ومخلوق فكلاهما خطأ واضح
كل ما دعا إليه الإيمان في جانب الأخلاق والتعاملات فيما بين البشر تقبله النفس البشرية جملة وتفصيلاً لانسجامها معه
في حين جميع تصورات الملحدين والمشركين وأقوالهم خلل وزلل وتعارض وأخطاء مردودة حتى على لسان البشر أنفسهم
فما من فلسفة أو نظرية إلحادية أو شركية إلا ولها معارضون كُثُر رفضوها وعارضوها بشدة وتكلموا في عوراتها وثغراتها
وإذا كان كل منظّر من البشر سيجد له معارضون فمن يا ترى سيسلم من ذلك وحينها فمن هو الجدير بالإيمان به ! سوى الخالق العظيم
أكبر دواعي الإيمان الاعتراف بالمنعم الأعلى جل في علاه وما أولاه على الناس من خيرات وطيبات ينعمون بها في دنياهم