لعقل الإنسان مدلول في حياته يوقفه على حدود أمور كثيرة تعرف بالعقلانية هي بكل حال لا تلتفت لصوت القلب وما يدور فيه من أمور تعرف بالعاطفية العقلانية يعرف بها الإنسان ما ينفعه وما يضره من مصلحة أو مفسدة بها ومن خلالها يتعامل الشخص مع الجميع من منطلق ما هو له وما هو عليه فلا قيمة للأشياء لديه إلا بما يحسب له وينتفع به من مكتسبات وفوائد وعوائد تعود عليه سواء كانت مادية أم معنوية ظاهرة أم باطنة أما العاطفة فلا قيمة لهذه الأشياء في واقع مدلولها من أي وجه كان العاطفة بها تبني جسور العلاقات والروابط بعيداً عن المنافع والمصالح المكتسبات بل ربما أفقدت العواطف منافع ومصالح كثيرة مقابل روابط وقيم ومفاهيم وبهذا كان للعقل مجال يدرك به أموراً وللقلب مجال يدرك به أموراً أخرى قد يتلاقيا في لحظات وأوقات ومجالات وأمور وقد يفترقا فإذا رأيت الشخص يتكئ على مناطات عقله وحسْب فقد يحيد عن الحق وإذا رأيت الشخص يتكئ على مشاعر قلبه فقط فقد يحيد عن الحق هو أيضاً الحياة عالم المتغيرات والإنسان مخزن المفاهيم ولا كمال له إلا بعقل وقلب فمن حكّم عقله ورفض مشاعر قلبه فَقَد طعم نصف الحياة ومن راعى مشاعر قلبه ورفض تحكيم عقله فَقَد طعم نصف الحياة الآخر لا حياة مستقيمة للإنسان إلا بعقل وقلب يُشركهما في قراراته كلها لن يدرك الفرد ما في مكنون قلبه بعقل مجرد فقياس العاطفة بالعقل خطأ قطعاً ولن يردك دواخل عقله بقلب مجرد فقياس العقلانية بالقلب خطأ أيضاً فرُبَّ شخص فائق التعليم مثلاً رفض التدين لاعتقاده أن الدين خرافة والعقل يرفض ذلك ورُبَّ شخص أميٌّ آمن وصدق وأيقن أدرك بقلبه ما لم يدركه ذاك بعقله هذا واقع للإنسان عينا بصر يرى بهما الماديات متوازنة وعينا بصيرة يرى بهما المعنويات متوازنة الخطر كل الخطر النظر للحياة من جهة واحدة فقط وإغفال الأخرى ! فتنبه