تدور في عقل الإنسان أفكار كثيرة متعددة ومتنوعة باقتناع تام منه أو باقتناع جزئي على الأقل يصدِّقها الأفعال وما يصدر عن الإنسان من تصرفات وممارسات من المفترض أنها مرَّت على عقله أحياناً يحصل له انفصال أو شبه انفصال يطرأ عليه فيجعله يعيد تفكيره في حقيقة الأمور التي تجري هنا مباشرة يأتي دور حقيقة الأفعال التي يقوم بها ومدى كونها إيجابية نافعة أم سلبية ضارة وأحياناً تنتابه حالات تجعله يستنكر بعض الأفعال التي يقوم بها أتصنَّف في أفعال الفضيلة أم الرذيلة هنا يأتي دور جودة الأفكار وإدراك حقيقة تلك الأفعال ومدى كونها فاضلة أم غير ذلك فمثلاً من كان على دين الحق والحقيقة مؤمناً به موقناً بربه مسلماً له مقتنعاً بما هو عليه من منهج ثم أحاطت به الوساوس من كل مكان وطرأت عليه الشكوك ودخل في دوَّامة الحيرة والارتياب كيف له أن يكتشف حقيقة ما هو عليه ! إن كان حقاً صدقاً وعدلاً أم كان مجرد أوهام تكتنفه والحل متى حارت أفكاره أن ينظر إلى أفعاله لتتضح له الحقيقة تماماً بكل وضوح لا لبس فيها هل حقيقة الأفعال التي يقوم بها والتي أُمِر بفعلها - من كل وجه وبكل دقة - إيجابية أم سلبية ستجيبه تلك الأفعال والتصرفات مباشرة وبلا أية ملابسات أنها ما دامت إيجابية بالفعل والواقع فحتماً أن ما هو عليه من دين هو حق فعلاً وصدقاً وعدلاً لأن كل ما صدر عنه يدور في حيز الاعتدال والاتزان والمصلحة والمنفعة للإنسان خاصة، وللبشرية عامة ومن كل وجه بما لا شك فيه وفي ذات الوقت يدفع عنه كل مفسدة متوقعة أو مضرة محتملة عنه كفرد وعن المجتمع ككل ليحيا الجميع حينها بسلام ووئام تامين يحيطهم من كل مكان بما لا مضارة فيه إطلاقاً وأيضاً لو شكك الإنسان في حقيقة أفعاله تلك أهي حقاً مفيدة أو ضارة مقبولة أم مردودة ! الحل حينها أن يتفكر في حقيقة ما بداخله من قيم أتأمره بالعدل والاعتدال والاتزان والفضيلة ! هنا يدرك الحقيقة ويدرك أنه مجال للتشكيك في هذه الدنيا متى ربط الإنسان بين الأفكار والأفعال لأن كل واحد منها يدل على الآخر ويؤيِّده ويعضِّده ويُناصره ويدعو إليه لما بينهما من رباط وثيق وهذا في حد ذاته دال على أن الحقيقة واحدة لا ينفك أجزاؤها عن بعضها لتكامل مفاهيمها الشك والارتياب لا يحصلان إلا متى اضطربت القيم داخل الإنسان وأيَّد ذلك الاضطراب أفعال مشينة فتجده يوقن بشيء هو في الحقيقة لا يسلم له تماماً أو قد يفعل أشياءً وهو غير مقتنع بها حقيقة أما متى تكاملت حلقات الحقيقة فلن تجد في داخل الإنسان أدنى اضطراب في قيمه ومبادئه الأفكار والأفعال طرفان لحقيقة واحدة لا تتجزأ إطلاقاً فهو إما حق وحقيقة وإما باطل وأوهام