في كل مجتمع سياج يحمي أفراده وجماعاته من التجاوزات الأخلاقية والسلوكية الشاذة وتضبط حركة الجميع فيما بينهم ضمن حدود حماية الحقوق والحريات الشخصية بذلك تحمي الجميع من الجميع بتقنينات من المفترض أنها موزونة معتدلة تساوي بين الجميع دون فروق بينهم ومتى تحقق ذلك فعلاً وواقعاً في المجتمع حل الوئام فيه واستقام وضع الناس أما متى انعدم ذلك أو لم يكن على مستوى مطلوب منضبط وتخلله الخلل والزلل أفرز حتماً تصرفات وسلوكيات لا مقبولة ربما تكون جانحة ومنحرفة بقدر ذلك الخلل والزلل وهذا بدوره يعني اضطراباً في المجتمع وحركة الناس فيه قد تكون حادة لدرجة متقدمة وهذه مشكلة حقيقية تواجه الجميع ولا سيما صناع القرار الذين تسببوا في ذلك الارتباك نتيجة سوء تقديراتهم وتقريراتهم المضطربة التي تسببت في ذلك الاخفاق المجتمعي بصورة عامة وحقيقة ذلك الاخفاق تتأتى من باب وضع قوانين وأنظمة لا تتناسب مع أوضاع الأفراد وتقصر عن تلبية الرغبات واستيعاب الحاجات وتوفير الاحتياجات في المجتمع حينها يكون حقيقة تلك القوانين والأنظمة عقبات ممنهجة تعطل المصالح وتفسد المنافع وهذه مشكلة حقيقية كبرى في واقع حياة الناس في مجتمعات كثيرة لأن العقبات التي واجهتم جاءت من طريق من كان من المفترض أنه يخدمهم ويُحسن التقنين من هذا الباب ولج الخلل والزلل في مجتمعات مدنية كثيرة وفي دول كبرى متطورة لأنهم لم يراعوا المصالح والمنافع من كل أوجهها المادية والمعنوية بصورة متوازنة ومعتدلة وإنما غلبوا جانباً على آخر أو اهتموا بأمور مادية ظاهرة وأهملوا الجوانب المعنوية الإنسان بطبعه مادي ومعنوي وبالتالي فمحال أن تستقيم حياته إلا بتوفير الأمرين معاً وهذا الأمر عادة لا يمكن تحققه إلا بالرجوع إلى ما يجده البشر جميعاً من قيم فضلى في دواخل نفوسهم يرشدهم إلى حيث المصلحة الظاهرة والباطنة ومن حيث لا يشعرون أما مسألة ترك الأمور للتقديرات الخاصة والتصورات القاصرة فهذه مشكلة كبرى ومن يا ترى له القدرة على ذلك بالفعل لتكون كافة تصوراته متعقلة لدرجة لا تقبل الطعن هل يعقل أن تُساس شعوب كبرى بالملايين فقط بعقلية رجل قد اندثر وهو لم يشهد الواقع كيف له أن ينظر في الاحتياجات الآنية ليدرك ما يتناسب مع الجميع في حينه لذلك مسألة ترتيب قوانين وأنظمة على نظريات لا تواكب الزمان والمكان خطأ جسيم من المفترض وضع قوانين من شأنها تلبية احتياجات الجميع مادياً ومعنوياً وبصورة معتدلة متزنة لا اضطراب فيها ولا ميل ولا جنوح ولا انحراف من الضروري تفهم ذلك جيداً لتستقيم حياتنا في مجتمعاتنا بصورة منضبطة قدر الإمكان ! لنتدرك ذلك