الحياة الجنسية

تكوين الإنسان المادي (الجسدي البدني) والمعنوي (الروحي) كلاهما يحتاجان للجنس
أما بدنه كي يرتاح ويتجدد وينشط ويسعد باتصاله بجسد آخر يجد معه الارتياح والنشوة
وأما الروحي فحين يحصل على جرعة عاطفية كاملة توفر له الاطمئنان والاستكنان
ولا يتحقق ذلك إلا حين تكون علاقة جنسية مع إنسان يصدقه التوجه
ليس الأمر مجرد تفريغ شهوة في جسد وبأية طريقة كانت وحسب . كلا
كثيرون يمارسون الجنس بضراوة ومع أجساد كثيرة لكنهم لا يجدون الارتياح المطلوب
في حين من يمارس الجنس مع جسد واحد يجد الارتياح الكامل معه
سعار الشهوة يزداد كلما تعددت الأجساد وأفرط الإنسان في الاتصال الجنسي بها
ورغم ذلك لا يجد الارتياح الذي بحث عنه كلما كثرت ممارساته الجنسية بصورة مفرطة
لكنه ينكمش ويبرد ويجد الارتياح الجسدي المطلوب حين يكون مع جسد واحد
لأن الوئام حينها يحل بين جسدين متآلفين يلبي كلٌ منهما احتياج الآخر من الشهوة
ويعطيه الجرعة العاطفية المطلوبة ويصونه ويحفظه من أن يبحث عن ذلك مع غيره
لأنه إن فعل ذلك فلن تنطفئ شهوته بل تزيد نارها اشتعالاً وتهجياً ولهيباً
فلسفة الشهوة ليست مجرد ممارسات منطلقة المقصد منها النزوات والمُتع الوقتية وحسب
وإنما انسجام بين جسدين والتحاماً روحياً عاطفياً قبل أن يكون جسدياً
وهذا يعني أن الشهوة البدنية تسبقها شهوة معنوية هي الارتياح العاطفي مع إنسان مخلص
الذي متى انعدم أو قلّ أثّر مباشرة على شهوة الجسد وجعلها مضطربة
وهذا هو الذي يفقده كثيرون ولا يعرفون السبب الحقيقي لذلك
فرغم كثرة الممارسات الجنسية الجسدية وتعدد الأجساد إلا أنه لا يجد المتعة الكاملة
لأنه بحث عن متعة جسدية مجردة من المتعة الروحية والجرعات العاطفية المطلوبة
بذلك فقط يحل الوئام والتوافق بين كائنين متفاهمين مطمئنين لبعضهما مستكنين لمشاعرهما
وهذا محال أن يتحقق إلا مع علاقة تبنى على صفاء وتجرد ومحبة وإخلاص لا مشاركة فيها
فالشهوة الجسدية لا تحقق متعة كاملة متى انفصلت عن الشهوة الروحية العاطفية ! هذا مهم