مشكلات الأسرة

من جملة مشكلات الأسرة تدخّل بعضهم في شأن بعض ولا سيما في الوقت الخطأ
كل فرد في الأسرة حتماً سيحتاج إلى من يقف بجانبه يعينه وينبهه ويرشده ويشير عليه
لكن متى يكون ذلك ! في الوقت المناسب للتدخل في حينه بالضبط
أما التدخل في غير ذلك الوقت فهذا يعني كسر كبرياء النفس والإملاء على الأخرين
وفرض الرأي واعتماد سياسة الإرغام والقهر والقسر وهذا كله خطأ
وكل شخص حتماً لن يقبل من أحد أن يكون وصياً عليه مهما كانت صلته به
فالولد بعدما يكبر تصبح له شخصية مستقلة ورأي منفرد ومواقف يتحمل مسؤولياتها
من الخطأ حينها محاولة الأبوين فضلاً عن غيرهما التأثير عليه واعتماد سياسة الإرغام
وخصوصاً متى بدت عليه معالم اكتمال الشخصية والنضوج الفكري
التدخل حينها يعني إلغاء كيانه كشخص طبيعي كامل يستطيع اتخاذ القرار المناسب في حينه
وأن تجاوز الأمر الحد المألوف تحول إلى ضعف في الشخصية قد يقود إلى التذبذب النفسي
وربما إلى مرض نفسي حاد كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو الانطواء أو التوحد حتى
إذن دور الأبوين يأتي قبل بلوغ الطفل السن التي تتكون فيها شخصيته بصورة مستقلة
بحيث يضعانه على أول الطريق السوي ويتركانه ليختار من البدائل ما يقتنع به بكل ثقة
بحسب ما يعتقده من أنه الأنسب له والأفضل لمستقبله والأوفق لميوله وطريقة تفكيره
اعط ولدك فرصة كافية ليفكر وليقرر ولا بأس بالنصيحة له في كل وقت
لكن بطريقة مقبولة لا تشعره فيها بأنك وصي قهري عليه ومسلط على شخصيته
كل الخطأ حين يريد الأبوان أو أحدهما أن يجعلا من ولدهما نسخة كربونية منهما
دع ولدك يفكر ويقرر ويشق طريقه بنفسه ويختار بدائله ويتحمل مسؤولية قراراته
إن رأيته على خطأ ظاهر لم يستطع خلاله التفريق بين الصواب والخطأ
ناقشه حول مرئياته حاوره حول قناعاته لتقف على حقيقه ما قد ذهب إليه
لتعرف السبب الحقيقي وراء مواقفه التي قد تبدو لمن حوله غريبة وغير مقبولة أو مبررة
رغم رؤيته لها أنها طبيعية تماماً ! لربما فارق الزمان والمتغيرات المستجدات
ومن يدري قد يرى الحقيقة من زاوية أخرى لا يراها والداه بتلك الصورة التي في مخيلته
كل ذلك يمكن علاجه بأبسط الطرق متى أحسن الوالدان التدخل في الوقت المناسب
ليقوِّما طريقة تفكير ولدهما الذي قد ينحرف عن الجادة شيئاً ما نتيجة قلة خبرته
والخطأ الأكبر والبأس الأكثر حين يستعملان طريقة الإرغام والتحقير لشأنه
وانتقاص قدره ووصمه بالجاهل الذي لا يحسن التصرف في الأمور ! ليتنبه الأبوان لذلك
فالولد حين يتصرف لا يقع في الخطأ والغلط عن قصد وعمد في حقيقة أمره إطلاقاً
وإنما وقوعه فيه عن جهل بحقائق الأمور وعن قلة خبرة تنقصه في مقتبل عمره
بإمكانك منحه إياها لكن بطريقة محببة مقبولة ليقبلها منك ويعتمدها في حياته
ومن ثم يبصر طريقه نحو المستقبل بكل سهولة ويسر لا لبس فيه ولا انحراف عنه