في البيت

حين يعي الإنسان أنه فرد في أسرة يدرك تماماً أنه عضو فاعل في عائلة له دور رئيس فيها
إذ من المستحيل أن يعيش الإنسان في حياته مستقلاً دون أن يكون له شعور أسري يرتبط به
فالأب والأم والأخ والأخت والعم والخال وما تفرع عنهم يعني حياة متكاملة مستقرة
وتواصل من المفترض أن يكون إيجابياً يصب في مصلحة جميع الأفراد
يقوي الصلات ويقيم العلاقات فيشعر الإنسان حينها بانتمائه لمحيط يجد نفسه فيه
البيت نواة الإنسان الأولى متى كان بيئة هادئة أخرج أشخاصاً صنّاع قرار بنائي مستقبل
طاقات متفجرة لإفراد لهم طموح وإرادة وتصميم يفوق محيطهم المحدود ليتعدى الآخرين
قدرات متنوعة تقدِّم لنفع المجتمع كله ليست حكراً على أفراد تلك الأسرة وحسْب
الأسرة مصنع صغير للأفراد هذا هو دورها الرئيس على وجه الحقيقة
فرُبَّ فرد قاد أمة في مستقبل حياته كانت تحتويه أسرة متواضعة في مقتبل عمره
البيت بيئة مجتمعية مصغرة من المفترض أن تكون مناسبة لذويها من كل وجه
البيت يعني أن يقوم كل فرد فيه بما يتوجب عليه على الأقل أن يلي أموره بنفسه
وحسْبه من ذلك أنه لم يكن عالة على أحد ممن حوله دون سبب يستدعي ذلك
ومن ثم ينهض ليعين بقية أفراد الأسرة بحسب احتياج كل منهم
هنا يظهر دور القائد الذي يستحضر ضرورة مساعدة الآخرين ولا سيما المحتاجين
فاستشعار أن قدراته قد تتعدى نفسه لغيره متى أحس بضرورة التدخل في حياتهم
هذا في حد ذاته أولى بذور القيادة الحقيقية تظهر في بيت صغير ومن ثم تكبر بهمة صاحبها
البيت يعني قيماً ومسؤوليات تتراكم في الفرد تظهر مع الأيام متى خرج من وكره الصغير
عامة القياديين في العالم كانوا قبل ذلك أفراداً يعتمد عليهم في أسرهم الصغيرة تلك
عاون كل أفراد أسرتك فذلك يعني أنك تبني ذاتك لتكون قائداً بحق في زمن ما
أما متى كنت أنانياً همك نفسك وحسْب فلن تكون قائداً مهما سعيت للقيادة
أبجديات القيادة تبدأ من البيت في أسرة كنت أنت أحد أهم أعمدتها في يوم من الأيام
حافظ على غرفتك الصغيرة وتمعَّن جدرانها جيداً لأنك سترى العالم كله جدراناً لآفاقك الكبيرة