ضوابط الكتابة

إنْ وهبك الله تعالى قدرة على الجمع والكتابة والإعداد والبحث والتقصي فتلك مزية
لكن لزمك معرفة ضوابط مهمة يجب ألا تغفل عنها وإلا كان جهدك خديجاً غير مكتمل
أما الجمع فيتطلب البحث عن المادة العلمية المعنية ومعرفة كيفية ترتيبها وتنظيمها
وفرز الصحيح منها عن السقيم ومعرفة ما يجب تقديمه وما يجب تأخيره وما يؤخذ به وما يرد
والكشف عن الزيف منها والدخيل عليها واللبس الحاصل فيها وتنقيتها من الأغاليط
وأما الكتابة فتتطلب تعيين الفئة المستهدفة من الناس وتحديد الأفكار المطلوب تدوينها
ومن ثم ترتيب موضوعاتها وتقسيمها منهجياً واعتماد أسلوب الكتابة الأنسب لهم
والصيغة الكتابية القريبة من القرّاء السهلة الميسرة ليدركوا مضمون المكتوب
مع البعد عن التكلف الزائد والتنميق المبالغ فيه والتزويق الذي قد يضيع الجوهر والمضمون
مع مراعاة التدرج في عرض الموضوعات ومعالجتها وصولاً لأهداف الكاتب المرجوة
وأما الإعداد فيتطلب تحديد المادة العلمية ومن ثم تنظيمها بما يناسب الحال
وعرضها عرضاً شيقاً عبر فقرات منفصلة ليستقي القارئ الفكرة منها بكل سهولة
والالتزام بضوابط المادة المجموعة دون تطويل ممل أو اختصارٍ مُخل
ودون إبداء الرأي المجرد من المنهجية العلمية لأن المعد يجب ألا يتعدى دوره الترتيب
وأما البحث والتقصي فيتطلب التزام الباحث منهجية البحث العلمي المنضبطة
بحسب نوع فرع العلم المناط النظر فيه والبحث والتقصي عنه
دون إعمال الرأي الشخصي المجرد من التزام المنهج العلمي المتفق عليه
ودون محاولة الحكم على المادة المجموعة قبل النظر في حقيقة ما تم جمعه علمياً
البحث يقتضي الجمع ثم الإعداد والترتيب والتبويب ثم إبداء الرأي العلمي
المرتكز على منهجية التأصيل العلمي عموماً وفرع العلم المناط النظر فيه خصوصاً
مع القدرة على التفريق بين ما هو صحيح صواب وما هو غلط خطأ
والحكم يأتي كنتيجة نهائية لما تم البحث عنه والنظر فيه للخروج بنتائج وتوصيات
كل ذلك بغرض إفادة اللاحق مما أفاده السابق ! فالعلم تتناقله الأجيال عبر الزمان