سياج الأسرة (صراع الحياة)

حتماً ستواجه الأسرة مشكلات حياتية كثيرة ومتنوعة ومتعددة هذا أمر طبعي ومقبول
وستواجهها كذلك عقبات كثيرة ومتنوعة ومتعددة لا بد منها في واقع الحياة الدنيا
وهذا أيضاً هو أمر منطقي ومقبول ومعقول وطبعي نتيجة تغيرات وقائع الحياة
وأفراد الأسرة كذلك سيواجهون مواقف خاصة بهم خارج نطاق الأسرة والعائلة
ستؤثر حتماً على مستوى معيشة الفرد وفكره ومن وراء ذلك الأسرة ولا ريب
فليست الحياة كلها سعادة ومرحاً وسروراً وفرحاً وطيوراً تغني وزهوراً تتفتح
الحياة مضمار سباق لا تراخي فيه نحو أهداف عليا يسعى الفرد جاهداً لتحقيقها
كذلك الأسرة نواة مجتمعية مصغرة لها مهام وتقع على عاتقها مسؤوليات تنهض بها
وهذا يعني أن على الجميع سواء على مستوى الأفراد داخل أو خارج الأسرة
وكذلك على الأسرة بصورة مستقلة أو مع باقي الدوائر المجتمعية أن تعي دورها ذاك
وأن تتسلح لتكون جاهزة لتجاوز أية عقبات أو حل أكبر مشكلات بحيث لا تقف عندها
الحياة عمر مديد فلو أن الفرد أو الأسرة وقف عند حد عقبة أو مشكلة ما وتشنج عندها
سيجد نفسه في دوامة نفسيات تلاحقه وبالتالي سيقضي بقية عمره في هواجس مدمرة
يجب أن يستعد الفرد وأن تستعد الأسرة لمواجهة كل أشكال الأزمات الحياتية مهما كانت
وإدراك أن الأزمات في حقيقتها ميادين من شأنها تقوية العزائم وتجديد الإرادات هذا مهم
مهم جداً معرفة أن كل أزمة أو مشكلة أو عقبة يجب أن تمر على المرء مهما كانت قوية
لأنها لن تقف عنده وحسب بل ستأتي عليه عقبات جديدة وأزمات لاحقة وهكذا
كلها ستجبره على تجاوزها لما هو بعدها كقطار أحداث حياتية لن يتوقف أبداً
وهذا يعني ضرورة التعامل معها بإيجابية قدر الإمكان من باب (مكره أخوك لا بطل)
وإلا شكلت عليك تراكمات ستودي بك إلى مزيد من الأزمات والعقبات والإرهاقات
وكل ذلك حتماً سيمضي مع الأيام مهما كانت مريرة وقاسية وقوية الوقع على الإنسان
وكلها ستصبح من الماضي الغابر الذي سيذكرها الإنسان وربما ضحك منها وربما بكى
العامل المشترك أنه خرج منها بفائدة وتجربة تذكر مما حصل له فيها من أحداث
إذن على الفرد وعلى الأسرة إدراك أن المشكلات لا تعني نهاية الطريق وختام الحياة
وهذا يعني ضرورة القضاء على أثرها السلبي بعد فترة من وقوعها حين يبرد وقعها
ومن ثم تصحيح العلاقات وتجديد الروابط وإعادة المياه لمجاريها لأن ذلك من ضروريات الحياة
من المنطقي والطبعي وقوع أحداث ومشكلات بين الأفراد أو بين الأسر لا بأس بذلك
لكن من غير المنطقي إطلاقاً استمرار العلاقات موتورة والروابط مبتورة لسنين طويلة
فقط لحادثة ربما بسيطة كان من المفترض إنهاء نتائجها المتأزمة بعد فترة لاحقة من وقوعها
النضج العقلي والشعور الطيب القلبي يفرضان على المرء تجاوز أمور كثيرة في حياته
حتى ولو وقعت مشكلات وواجهت الإنسان عقبات لأنه في ميدان يحتاج فيه لمن حوله
ولو أنه قاطع كل قريب وبعيد وقاصٍ ودانٍ لم يبق من حوله أحد يعينه على أمور دنياه
فكان ولا بد له عليه من تجاهل وتغافل ونسيان الإساءات والتصرفات غير اللائقات
ليستبقي من حوله الأقارب والرفقاء والأصدقاء والزملاء والمعارف والبعداء أيضاً
فلا يدرِ الإنسان إلى أيِّ من أولئك سيحتاج في مستقبل حياته وأيامه ولياليه
وبالأخص أفراد أسرته وعائلته وأقاربه وذويه ومن هم حوله يحتك بهم أكثر من غيرهم
الأسرة رباط قوي يجب المحافظة عليه سواء على المستوى الضيق ممن يعيشون مع المرء في المنزل
أم على المستوى الواسع من بقية أفراد أسرته وعائلته الذين ينتسب إليهم وينتسبون إليه
أو الأرحام ومن هم في حكمهم من أقارب يشعر أنهم جزء مهمّ من حياته منذ صغره
لذا حافظ على أسرتك ما استطعت وتجاوز المشكلات والعقبات والأزمات ما أمكن
فأمامك عمر مديد وحياة طويلة وحوادث كثيرة ومواقف متغيرة وأحوال متباينة
الأسرة محيطك الأقرب منك وملجؤك الأول فإن فرطت فيه فستفرط فيما سواها
فإن من هان عليه أهل بيته ولو بأصعب سبب هان عليه من سواهم وبلا أدنى سبب
أسرتك درعك وحصنك وقلعتك وأولى الناس بنوال خيرك وكف شرك
كن منهم قريباً ولا تكن عنهم بعيداً مهما قست الظروف والأحوال فستحتاجون لبعضكم
أنت منهم وهم منك وكلكم يكمل الآخر ليواجه مشكلات الحياة وعقباتها وأزماتها
وأول من ستفزع إليهم في النواب هم أفراد أسرتك ! فكن على مستوى الوعي والفهم تغنم