تحبير الكتابة

من وهبه الله تعالى القدرة على الكتابة والتوصيف عليه استغلالها على الوجه الإيجابي
يعلِّم ويثقِّف ويوجِّه ويعيد التوجيه ويوعِّي ويرشد ويبيِّن ويصحِّح خط السير الناس
يستخدم أساليب العدل والاعتدال والإنصاف والاتزان والرحمة والشفقة واستمالة القلوب
يقدِّم إعذار للآخرين ويحسن الظن في الجميع ويلتمس لهم المسوغات متى حادوا عن الجادة
يطرح الحلول لمعالجة قضايا مجتمعه بصوة دائمة ويساهم في رفع مستوى الوعي العام
يعرف كيف يكتب وماذا يكتب ولمن يكتب ومتى يكتب وبأية طريقة يكتب
يحذر من إحداث أدنى فتنة في مجتمعه ولو بكلمة ويتحاشى ما قد يوقع البأس بين الناس
تتسم كتاباته بالعقلانية والرجاحة محاولاً خلالها أن يضيء طريق النور للآخرين
لا يترك فرصة قد تؤثر كلماته وكتاباته إلا ويحسن استغلالها بما لا يضر بالسياق العام
جاعلاً همه رفعة شأن أمته بالحكمة والموعظة الحسنة وبالأسلوب الأمثل والخلق الرفيع
ليتجنب تسقط عثرات الناس وتتبع عوراتهم وانتقاص أقدارهم فلا يسلط لسانه عليهم
ليكن مبدؤه في الحياة الالتزام بمضمون قوله تعالى : (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)
لا يحرص على مسألة الظهور الإعلامي أو الحضور المحفلي بقدر اهتمامه بالتأثير الإيجابي
يحرر قلمه لكتابة ما يحتاج إليه الجمهور ويبحث عنه الناس من كلمات وكتابات ينتفعوا بها
عليه أن يقدِّر قيمة الكلمات ويعرف تأثير الكتابات ويعي خطورة العبارات بدقة تامة
مسهماً في رفع مستوى وعي مجتمعه بما يقدر عليه مما هو متاح له من قنوات وأساليب ممكنة
مبتعداً عن الصدامات والمنازعات وما يثير الرأي العام ويهيج الجمهور مما لا نفع فيه
ليقبل الرأي الآخر بسعة صدر ما دام لا ضرر فيه ويمكن قبوله على وجه صحيح محتمل
يعي أن أساليب التأثير في الناس لا يمكن أن تكون أحادية وحسْب مما هو مقتنع به
مقرراً كل أسلوب إيجابي مفيد متجدد ومتنوع ما دام أثبت تأثيره النافع في عالم الواقع
فلا مانع لديه من المشاركة مع من يرى فيه الصدق والأمانة وحُسن السريرة فعلاً
ما دام الكل يسير في طريق الصلاح العام والإصلاح التام بما لا ضرر فيه ولا منه
كلمات من نور يسطرها الكاتب لتضيء الطريق والسبيل للكل حالاً وواقعاً وأملاً مستقبلاً
هذا وأمثاله من البشر شأنهم كمصابيح دُجى يستضاء بها في ظلمات الطرقات في كل وقت
يحتاج المجتمع إليهم ليسترشد بهم كل جيل ويستفيد من كتاباتهم وكلماتهم المعتدلة المتزنة
علم حقٍ تتناقله الأجيال وتتوارثه المجتمعات ليشاع بين الجميع كقيم عظمى خالدة
الكلمة قيمة كبرى ولها وقع مهم سواء كانت مكتوبة على ورق أم منطوقة لامست الآذان
طوبى لأولئك العظام الذي جاد الزمان بهم هم حقاً ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
الذين كانوا منارات للأمم والشعوب وما زال إرثهم الخالد يُعمل به ويستفاد منه
ذلك الإرث الرباني هو الحبل الممدود بين الله تعالى وخلقه يسيرون عليه ليفلحوا ويفوزوا
وتتقدم الأمم وتتطور الشعوب وتُبنى الحضارات وتُسطر الأمجاد وتُرصد الموروثات ! لنعي ذلك تماماً