قيل قديماً عليك بأوساط الأمـور فإنّها ..... طريق إلى نهج الصّواب قويم ولا تك فيها مفرطاً أو مفرّطاً ..... كلا طرفي قصد الأمور ذميم وهذا صحيح فما استقام شيء مطلقاً وهو منحرف إلى طرف القصد والاقتصاد سبيل كل نجاح وفلاح وصلاح فمن اتخذ ذات اليمين هلك ومن اتخذ ذات الشمال هلك وسواء السبيل هو الطريق الموصل إلى الهدف بكل دقة العنف يفضي إلى شدة غير محمودة ونفرة خُلُق وجلافة مذمومة ويورث بُغضاً وكُرهاً وبُعداً عن الآخرين كنتيجة حتمية يجعل صاحبه قصيّاً عن الناس بعيداً عن قلوبهم لغلظته وشراسة خلقه والدلال يفضي إلى ميوعة وليونة ولا مبالاة وتنصل عن المسؤولية ويورث استخفافاً واستهتاراً واحتقاراً لمن اتصف به يجعل صاحبه مبتعداً عمن حوله يأنفون من سلوكياته التافه وفي كلا الحالتين يفقد الإنسان مكانته كشخص معتدل متزن ليصبح شخصية غير سوية اجتماعياً أو حتى أخلاقياً وسلوكياً يحتاج كل من حوله أن يعاملوه معاملة من نوع خاص فالعنف يجعل الفرد يحب السيطرة من غير مراعاة مشاعر الآخرين والدلال يجعله أنانياً يحب كل شيء لنفسه لأعلى درجة ممكنة وكل ذلك فعل مشين وسلوك منبوذ وصفة مذمومة فاحذر أن تضيّع قُرة عينك وثمرة فؤادك بعنفك معه أو دلالك له