المراهِقة

بنت صغيرة بدأت تشعر بتغيرات جسدية طرأت عليها ببلوغها سن الطمث (الحيض)
وما يرافق ذلك من تغيرات في تلك المرحلة العمرية المهمة التي تعتبر بداية لفهم حقائق الأمور
فهي كالمراهق تماماً من حيث كونها بدأت تتحول إلى إنسان آخر له مهام كبرى في دنياه
كبرت وكبر معها طموح كبير وآمال كثيرة وعواطف ومشاعر وأحاسيس قوية
كل ذلك يجعلها تنطلق بأفكار مجنحة تتأرجح بين تفاؤل الطموح وقلق المستقبل الغامض
تختلف عن المراهق من حيث كونها بنتاً تملك عاطفة أكبر من الولد وحساسية مشاعرها أكثر
بالإضافة إلى كونها مصونة في بيت أبيها بخلاف الابن الذي ينطلق ويواجه الحياة خارج المنزل
وهذا ما جعلها تحتاج لاحتواء أكبر ومداراة لنفسيتها بالذات في تلك الفترة الحرجة من عمرها
ولا سيما إذا كانت ذات حنان أكثر أو كان أكثر إخوانها ذكوراً أو كانت بنتاً صغرى
أو مدللة بخلاف البكر التي عادة ما نجد أن شخصيتها في الأسرة أفضل من سائر أخواتها البنات
مما يجعل تحملها للمسؤولية أكبر من غيرها ولا سيما إذا كان كل من بعدها بناتاً
فإن لم تجد التوجيه الإيجابي وقعت في مشكلات حقيقية تضطرها إلى مواجهة أحد مصيرين
إما أن تتجاوز حد المسؤوليات المحمودة تلك إلى حد التسلط المذموم على من هم دونها
وإما أن تحمِّل نفسها أكبر من المطلوب وتنخرط في خدمة من حولها وتنسى نفسها
مما قد يجعلها ضحية لتضحياتها تجاههم نتيجة الحِمل التي يفوق طاقاتها وهذه أزمة حقيقية
لذا وجب احتواء المراهقة بحيث تكون مسؤولة عن نفسها بالدرجة الأولى وتهتم لتطويرها
ومن ثم تشارك أسرتها ومن حولها في كافة الأمور الحياتية من غير أن تتحمل ما لا تطيق
أما متى كانت المراهقة مدللة زيادة أو أصغر أخواتها أو البنت الوحيدة في الأسرة
تلك الأمور عادة ما يجعلها تتجرد من دورها المهم في الحياة نتيجة عدم تعلُّمها تحمل المسؤولية
وما يترتب على ذلك من مشكلات خطيرة ومصيرية ستؤثر حتماً على مستقبل حياتها لاحقاً
المراهقة لها ميول ورغبات وطموح لكن يقيِّد حركتها ظروف ومسؤوليات الحياة الكثيرة
بالإضافة لأوضاع أسرتها التي قد تكون فوق طاقتها أو ربما خارج نطاق الأسرة برمتها
وهذا ما جعلها تحتاج دوماً إلى توجيه هادئ وترشيد ناضج ومداراة تتماشى مع انفعالاتها
لأن الضغط عليها يولد نتائج سلبية غير مرغوب فيها وإهمالها كذلك سيولد نتائج سلبية
وبالتالي منحها الثقة الزائدة خطر عليها والتوبيخ لها والتشكيك لما يصدر عنها خطر مثله
والحل هو التوسط في الأمر والاتزان والاعتدال المنضبط بالأخص متى كان لها أخوات بناتاً
لأن الغيرة بينهن موجودة والأنانية وحب الظهور والتسلط كثيرة في البنات وبين الأخوات
والمبالغة في الاستحواذ وحب امتلاك الأشياء كذلك كلها أمور تحتم ضرورة المساواة بينهن
في تلك الفترة المهمة من حياتها وجب تعليمها طبيعة دورها الحقيقي في مستقبلها في الحياة
من كونها زوجة مسؤولة عن زوج وبيت وأماً لأولاد مسؤولة عن تربيتهم ورعايتهم
يجب تفهم ذلك حتى تستطيع الأسرة التعامل مع المراهقة بطريقة لا انفعال زائد فيها
حتى تتجاوز سن المراهقة المتعب إلى بر أمان مرحلة الشباب الأكثر أهمية في حياتها ! هذا مهم