السعادة

أجمل ما في الحياة أن يصل الإنسان إلى حالات الطمأنينة والسكينة
فلا يعكر مزاجه شيء إطلاقاً مهما كانت الأوضاع والأحوال
استقرار ذهني يجعله يتعامل مع الآخرين بكل سهولة ويسر
يمكنه من رؤية حقائق الأمور وإدراك عواقبها قبل وقوعها
فيزداد بصيرة ووعياً وفهماً ودراية وفطنة ومعرفة
أمور لا يبلغ درجتها إلا من وطّن نفسه على أن الدنيا دار زوال حتماً
فلم يرض بنعيمها له نعيماً حقيقياً لفنائه وحقارته وتنغيصاته
ولم يركن إلى ما في يده ليقينه بزواله وزال ما في يده
السعادة الحقيقية تعني فهم الواقع ومن ثم كيفية التعايش معه بأبسط الأمور
لا تتوقع بقاء شيء مما ترى إطلاقاً مهما عظُم في أعين الناس
ألم تسمع لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف
(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)[الترمذي وابن ماجة]
تلكم هي حقيقة الدنيا بكل ما فيها من غرر وعرض 
فُتن بها للأسف كثير من الناس ولم يتنبهوا لها
بل جهلوا حقيقة قدرها عند الله تعالى وراحوا يعملون لها
متناسين الآخرة والعمل لها فلم يذوقوا طعم السعادة الحقيقية حينها