الخلافات الأسرية

لا يُتصور حياة أسرية من غير خلافات بين أفرادها إطلاقاً
فالحياة ليست كلها وردية وإنما مواقف وأحوال ومشكلات تحتاج إلى وقفات حقيقية
وعليه فلا إشكال في ذلك بتاتاً وإنما الإشكال أن نترك تلك الخلافات تفسد علينا حياتنا
هنا مكمن المشكلة لدى كثيرون مما لا يحسن كيفية التعامل مع الأحداث والمواقف
فربما خرج زمام الأمور من بين يديه لسوء تصرفه حيالها
يحتاج الإنسان في حياته إلى التعامل بروية وتؤدة
مع كل من حوله ولا سيما أفراد أسرته وأقاربه وذويه بالدرجة الأولى
ويحتاج أن يدرك أن رضاه عن الآخرين تماماً غاية لا تدرك
لأن الإنسان حتماً لن يرضى عن نفسه دائماً وأبداً وفي كل الأحيان 
فكيف يطلب ذلك من غيره إذا كان الأمر لم يتحقق في نفسه
الخلافات لا تعني الوصول إلى طريق مسدود إما نعم وإما لا
الخلافات تأتي من تباين المواقف نتيجة ظروف كثيرة تحتمها
المهم في الأمور معرفة كيفية التعامل مع الظروف لحل تلك الخلافات بسهولة ويسر
الإنسان الواعي يدرك أن بقاء حبل الوُد موصولاً في كل الأحوال أمر مهم
ويدرك أن ما اختلفنا عليه اليوم سنتفق عليه غداً لا إشكال إطلاقاً
لأن الإنسان بطبعه متقلب الأحوال مع نفسه ومع من حوله
الخلافات لو تفطن لها المرء لعلم أنها لربما كانت مؤقتات احتكاك
من شأنها كسر العلاقات الرتيبة وتقوية الصلات المترهلة بين أفراد الأسرة
تجدد التواصل وتحقق التفاهم وتقوي الروابط لو أدركنا غاياتها
تحرك المشاعر وتهيجها وتبعث في النفوس ما يذكر بمبدأ التراحم
الذي غفل عن التعامل به كثيرون للأسف . كل ذلك لمَ !
ربما لموقف حصل قبل سنين طويلة لم يستطع الإنسان نسيانه
ظل مقيداً له ولفكره ولتصرفاته كالقيد يوضع في اليد لا يستطيع التخلص منه
حقيقة الخلافات تجعل الإنسان يتفكر بصدق
هل حقاً يحتاج أن يقاطع قريبه لسنين ممتدة لأجل موقف يمكن تجاوزه والتغاضي عنه
نحتاج فعلاً للوقوف مع أنفسنا وقفة راشدة لا غي فيها ولا حقد ولا حسد
لنتجاوز ما نتعقد عدم القدرة على تجاوزه فظل يقيدنا عشرات السنين
على ما لا يستحق أن نقف عنده أصلاً لو أنصفنا أنفسنا من أنفسنا