أقرب الناس لنا سكناً وإن كانوا أبعدهم نسباً
نتقاسم معهم ويتقاسمون معنا طيب الحياة حلوها ومرها
أول من يشاركنا الأفراح والأحزان قبل الأهل والأقارب
وأول من نفزع إليهم ويفزعون إلينا في احتياجاتهم ومعايشهم
تتداخل حياتنا ببعضنا كما لو كنا أهلاً وأقارب أسرارنا عندهم وأسراراهم عندنا
فاجتمعت القلوب على المحبة والتضحية والصفاء
أوصى بهم سيد الخلق بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف
(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل : ومن يا رسول الله ؟
قال : الذي لا يأمن جاره بوايقه)[البخاري] ولا يؤمن أي لا يكمل إيمانه
وفي رواية مسلم : (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)
والبوائق جمع بائقة وهي الشرور والغوائل والأذى
فكيف تحلو الحياة بلا جيران بهم يكون الأنس والفرح والسرور
وكيف لجار أن يؤذي جاره بعد سماع وصيته صلى الله عليه وسلم تلك
واجبنا نحوه الحب والوئام والإيثار إن أحسن والعفو والصفح إن أساء
والعون له والمساعدة إن كان فقيراً محتاجاً معوزاً ذا عيال
نحسن له في كل الأحوال وإن كان كافراً
ونحجز ذوينا عن إيذائه وإن كان مقصراً
فكيف به لو كان مسلماً مؤمناً محسناً ذا خلق رفيع
الأولى حينها تنفيذ وصية سيد الخلق به قربة إلى الله تعالى بذلك