الاستقرار النفسي

عامل مهم في حياة الإنسان ومن أهم ما يضمن له حياة إيجابية ودور فاعل فيها
كل إنسان يحاجه في حياته وأي فرد فَقَده عاش حياة الاضطراب والقلق والخوف من المستقبل
وأخطر ما فيه أنه قد ينتقل بين أفراد الأسرة كما ينتقل المرض العضوي المعدي بين الناس
الأب هو المسؤول الأول عن ذلك في الأسرة وبيده تحقيق الاستقرار النفسي لكل أفرادها
بما يوفر لهم من عناية معنوية ورعاية مادية تحقق له الطمأنينة والسكينة داخل البيت وخارجه
وبحُسن تربيته لأولاده وتعامله المعتدل المتزن معهم وضبط انفعالاته رغم مواجهته صراع الحياة
أما متى فقد القدرة على ضبط انفعالاته والسيطرة على تصرفاته وتوفير الجو المناسب لأسرته
فستقع الأسرة بالكامل تحت طائلة الاضطرابات المتتالية والضغوط النفسية المتلاحقة
الأمر الذي قد يخرج بعضهم عن حد السيطرة ويدخله في دوامات صراعات نفسية مقلقة
قد تؤثر على خط سير حياته بصورة طبيعية معتادة وتجعله رهين العُقد النفسية ربما الحادة حتى
تأتي الأم من بعدُ في توفير الاستقرار النفسي لأفراد بيتها من خلال احتواء الأوضاع القائمة
التي يقابلها الأب في حياته والتي قد تخرجه عن حد التحمّل وكذلك التي يقابلها الأولاد
الأم دورها مهم ورائد في إحداث توازنات أسرية حقيقية متى وَعَت ذلك بالضبط
حين تعين الأب على شؤون حياته وتهون عليه صعوباتها التي يواجهها في دنياه كل يوم
وحين تقوم بواجبها التربوي الإيجابي في بيتها تجاه أولادها فلا تهملهم ولا تنشغل عنهم
تحاول جاهدة تهيئة الجو المناسب للجميع للأب ليباشر أعماله بكل ثقة وعزم رشيد
وللأولاد ليواجهوا حياتهم بكل اهتمام ومسؤولية فلا يقعوا في دوامة صراعات نفسية
موفرة لهم الاستقرار النفسي المطلوب حتى لا يتصدَّع جدار الأسرة من الداخل
ولا سيما الأولاد في سن المراهقة الحرج وسن الشباب الحساس الذين يحتاجون إليه أكثر
وفَقْدُه في تلك المراحل العمرية قد يسبب للابن أو البنت مشكلات مستقبلية قد تستمر
وقد تتحول إلى عقدة نفسية حتى مرحلة متقدمة من العمر يظل الفرد يصارعها في داخله
وربما تؤثر عليه في مستقبل حياته حين يصير له أسرة وينقل ذلك لهم لعدم اتزانه النفسي
كثير من الأولاد تأثر بنفسية أحد والديه المضطربة أو كلاهما وكان ضحية ذلك للأسف
كانا السبب في نقل الاضطرابات النفسية إليهم نتيجة سوء تصرفاتهما غير المتزنة ولا المعتدلة
وأيضاً كثير من الأسر للأسف حاول معالجة ذلك الاضطراب بزجِّ الولد في علاقة زواج
اعتقدوا أن ارتباطه بإنسان من جنس آخر سوف يساعده على تجاوز تلك الاضطرابات
لكنهم اكتشفوا أن تلك الخطوة الخاطئة نجم عنها مزيد من الاضطرابات والمشكلات
يجب عدم تزويج الولد ما دام في حالة عدم وعي تام يستطيع بها ممارسة حياته بصورة طبيعية
الحل الصحيح والناجع هو البحث عن أسباب ذلك الاضطراب ومن ثم محاولة معالجته
والأهم من ذلك البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إليه ومحاولة تجفيف منابعها
ليستعيد الولد صحته النفسية بصورة طبيعية بأقل جهد وتكلفة ممكنة وبأسرع ما يمكن
الاضطراب النفسي مرض عضال إن لم تواجهه الأسرة أو حاولت معالجته بطريقة خاطئة
أو أهملت أسبابه التي أدت إليه وأوقعت الأولاد فيه نتيجة التفريط فيهم أو الانشغال عنهم
هذ الذي يجب أن يعيه كل الآباء والأمهات تماماً ليوفروا الجو الصحي النفسي المناسب
فإن لم يفعلوا ذلك فقد أوقعوا أنفسهم في ويلات صراعات وعقد ومشكلات نفسية
هم أول من سيشقى بها حتى قبل أولادهم . يجب فهم ذلك بكل دقة ووعي تام ! لنتأمل