– في البيت على المسلم أن يحسن معاشرة أهل بيته ويعلمهم ويهذبهم فكان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (… واستوصوا بالنساء خيراً)[البخاري] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم في البيت تربية الأبناء لقوله : (ما نَحَل والد ولده أفضل من أدب حسن)[الترمذي وأحمد . ونحل أعطى ومنح] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم)[ابن ماجة] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم القيام بحقوق الجوار بقوله : (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل : من يا رسول الله قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه)[متفق عليه . وبوائقه جمع بائقة وهي غوائله وشروره وأذاه] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن أمر بعدة حقوق على المسلم لأخيه المسلم بقوله : (حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)[مسلم . وعُدْه أي كرر الزيارة] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في السلام قوله : (والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)[مسلم] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في إجابة الدعوة قوله : (من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب ـ وفي رواية ـ ائتوا الدعوة إذا دعيتم)[مسلم] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها)[متفق عليه] . وفي رواية قوله صلى الله عليه وسلم : (… ومن دعاكم فأجيبوه …)[أبو داود وأحمد] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في النصيحة قوله : (الدين النصيحة “ثلاثاً” قلنا : لمن قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)[مسلم] .

– وكان هديه صلى الله عليه وسلم عند العطاس قوله : (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله “على كل حال” وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم)[البخاري وأبو داود والنسائي] .

– ومن هديه أيضاً صلى الله عليه وسلم في العطاس ما قاله أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : (كان صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع ثوبه أو يده على فيه وخَفَض صوته أو غض بها صوته)[أبو داود والترمذي] .

– وعند عيادة المريض كان من هديه صلى الله عليه وسلم ما قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال له : (لا بأس طهوراً إن شاء الله)[مسلم] .

– وإذا خرج المسلم من بيته واضطر للجلوس في الطريق كان من هديه قوله : (إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله : ما لنا بُد من مجالسنا نتحدث فيها قال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حقه قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)[متفق عليه] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في آداب المجلس قوله : (إذا جاء أحدكم إلى القوم “الى المجلس” فليسلم وإذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة)[النسائي في الكبرى والبخاري في الأدب المفرد] .

– وإذا انتهى المجلس كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا كفارة المجلس بقوله : (من جلس في مجلس كثر فيه لَغَطُه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك)[أبو داود والترمذي . ولغطه خطئه] .

– وعند سماع أذان المغرب كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا أن نقول : (اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك أسالك أن تغفر لي)[أبو داود والترمذي واللفظ له] .

– وإذا كان المسلم صائماً كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول عند الفطر : (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)[أبو داود والنسائي في الكبرى] .

– أو قوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت)[أبو داود] .

– وإذا دخل الليل كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا بقوله : (إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم …)[متفق عليه . وجنح الليل إقباله] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء)[مسلم . وفواشيكم جمع فاشي وهي البهائم ، وفحمة العشاء الظلمة بين المغرب والعشاء وهي أول إقبال الليل] .

– وبعد صلاة المغرب كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول  أذكار المساء، وجملة أذكار الصباح هي أيضاً للمساء مع تغيير لفظ (أمسينا) في المساء بدل لفظ (أصبحنا) التي تستعمل عند الصباح . فلتراجع أذكار الصباح .

– وبين العشائين كان من هديه صلى الله عليه وسلم الصلاة حتى العِشاء قال حذيفة رضي الله تعالى عنه : (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فلما قضى الصلاة قام فصلى فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج)[الترمذي والنسائي في الكبرى وابن حبان] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم استحباب تأخير صلاة العشاء وكراهة النوم قبلها والحديث بعدها . قال أبو برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه : (كان صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العِشاء التي تدعونها العَتَمَة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها)[متفق عليه] . فلو ضمن المسلم وجود جماعة فالأفضل أن يؤخروا العشاء ويصلوها جماعة .

– وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم فضل صلاة العشاء بقوله : (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)[مسلم] .

– وإذا قُدم العَشاء قبل العِشاء كان من هديه صلى الله عليه وسلم تقديم العَشَاء بقوله : (إذا وُضِع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعَشاء ولا تَعْجَل حتى تَفْرُغ منه)[متفق عليه] . بحيث يكون المصلي خاشعاً مطمئناً في صلاته مقبلاً على الله سبحانه .