– إذا مر المسلم بالسوق كان من هديه صلى الله عليه وسلم قول : (من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة “ورفع له ألف ألف درجة” وبنى له بيتاً في الجنة)[الترمذي وابن ماجة وأحمد والدارمي] .

– وإذا دخل السوق للبيع أو الشراء كان من هديه صلى الله عليه وسلم قول : (بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يميناً فاجرةً أو صفقة خاسرة)[الحاكم] . حتى يسلمه الله تعالى من أن يحلف فجوراً أو أن يخسر .

– ثم يدخل المسلم بيته مقدماً رجله اليمنى قائلاً دعاء دخول المنزل كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا وَلَجَ الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المَوْلَج وخير المخرج باسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا، ثم يسلم على أهله)[أبو داود] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء)[مسلم] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيتاً غير مسكون ما أُثر عنه مرفوعاً قوله : (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)[البخاري في الأدب المفرد] .

– وبعد ذلك يخرج المسلم من بيته للعمل ولطلب الرزق أو لتحصيل العلم وطلبه أو لقضاء حاجة له كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، قال يقال حينئذ هُديت وكُفيت ووُقيت فيتنحى له الشيطان فيقول شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي)[أصحاب السنن] .

– وقول أم سلمه رضي الله تعالى عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال : (باسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أضَل أو أزِل أو أزَل أو أظلِم أو أظلَم أو أجهل أو يجهل عليّ)[أصحاب السنن] . بحيث يخرج المسلم من بيته وهو معتصم بالله تعالى .

– وعند ركوب الدابة كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (بسم الله وإذا استوى على ظهرها يقول : الحمد لله ثم يقرأ : سبحان الذي سجر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم يحمد الله ثلاثاً ويكبر ثلاثاً ويقول سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)[أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى . وما كنا له مقرنين أي ما كنا له مستطيعين] .

– وإن تعثرت الدابة أو تعست كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا تعثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت ويقول بقوتي صنعته ولكن قل بسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب)[أبو داود والنسائي في الكبرى . وتعس أي خاب وخسر] .

– وإذا كان وقت الضحى كان من هديه صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى)[النسائي وأحمد] .

– ولما سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة الضحى كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى قالت : (أربع ركعات ويزيد ما شاء)[مسلم] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة الضحى إلى الهاجرة قبيل الزوال، قال صلى الله عليه وسلم : (صلاة الأوابين إذا رمَضت الفصال)، وفي رواية (حين ترمض الفصال)[مسلم . وترمض تحترّ . والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقه . والمعنى أن أفضل وقت لصلاة الضحى حين يحتر النهار وهو وقت الهاجرة قبل الظهر] .

– وإذا حان وقت صلاة الظهر يذهب المسلم للصلاة وقد بين فضلها صلى الله عليه وسلم بقوله : (..ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه)[متفق عليه . والتهجير مأخوذ من الهاجرة وهو قبيل وقت الزوال . وقيل المقصود به التبكير إلى الصلاة] .

– وفي سنة الظهر كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار)[أبو داود والترمذي] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم التورك في الصلاة ذات التشهدين، وهو نصب الرجل اليمنى وإلصاق المقعدة اليسرى بالأرض .

– وإذا كان يوم جمعة كان من هديه صلى الله عليه وسلم إتيانها وعدم التهاون فيها، قال صلى الله عليه وسلم : (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض)[أبو داود] .

– وقال صلى الله عليه وسلم في فضلها : (من غسّل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)[النسائي وابن ماجة وأحمد] .

– ثم يكثر المسلم من الصلاة على النبي في ذلك اليوم لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ، قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال : إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)[أبو داود والنسائي وابن ماجة . وأرمت أي بليت وتوفاك الله تعالى] .

– ثم يأتي وقت القيلولة كان هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (قيّلوا فإن الشياطين لا تقيل)[الطبراني في الأوسط وذكره ابن حجر في شرح البخاري] .

– وقال سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه : (كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة)[البخاري] . وفي رواية : (كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم تكون القائلة)[البخاري] .

– ومن فوائد القيلولة قوله صلى الله عليه وسلم : (استعينوا بطعام السحر على صيام النهار والقيلولة على قيام الليل)[ابن ماجة والحاكم] .

– وقبيل العصر يستيقظ المسلم للصلاة الوسطى، وقد بيّن فضلها صلى الله عليه وسلم بقوله : (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)[البخاري] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في سنتها قوله : (رحم الله امرئ صلى قبل العصر أربعاً)[أبو داود والترمذي] . وسنة العصر ليست من جملة السنن الرواتب غنما النوافل .

– ثم يعود المسلم إلى البيت وكان من هديه صلى الله عليه وسلم فيه مساعدة أهل بيته وخدمتهم، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها لما سئلت ماذا كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت ؟ قالت : (كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة)[البخاري وأحمد] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم في البيت قراءة القرآن والصلاة فيه لقوله : (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)[مسلم . شبه البيت الذي ليس فيه ذكر الله تعالى بالمقبرة] .

– ولقوله صلى الله عليه وسلم : (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً) وفي رواية . أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة)[متفق عليه والرواية عند الترمذي والنسائي في الكبرى] . لأن الأفضل في صلاة السنن كونها في البيت .