– كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا غلبه أمر، قوله : (… وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل “قدّر” الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)[مسلم . ولفظة قَدَرَ الله عند مسلم، وعند ابن ماجة بالتشديد (قدّر الله)] .

– قال العلامة العثيمين : (استعمال لفظة لو له ثلاثة استعمالات، الأولى بقصد الإخبار كقول لو زرتني لأكرمتك وهذا لا بأس به، والثانية بقصد التمني فإن قصد الخير جاز وإن قصد الشر أثم كقول لو كان لي مال لفعلت كذا وكذا، والثالثة بقصد التحسّر على الماضي وهذا منهي عنه وهي التي تفتح عمل الشيطان كقول لو فعلت كذا لكان كذا) . مجموع الفتاوى (ج3)، فتوى رقم (495)] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى يلوم على العجز ولكن عليك بالكَيْس فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل)[والكيس الفطنة والتعقل] .

– وإذا أصِيب المسلم بمصيبة كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا الدعاء في هذا الموضع بقوله : (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجُرنِي في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أَجَرَه الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها)[مسلم] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم إذا فَقَد المسلم شيئاً أن علمنا بقوله : (اللهم راد الضالة هادي الضالة إنك تهـدي من الضلالة أردد على ضالتي بعزتك “بقدرتك” وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك)[ابن أبي شيبة والطبراني في معاجمه] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في المدح، قول أبي بكرة رضي الله تعالى عنه : مدح رجل رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (ويحك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مراراً وقال : إن كان أحدكم مادحاً صاحبه “أخاه” لا محالة فليقل أحسب فلاناً والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً أحسبه إن كان يعلم ذاك كذا وكذا)[مسلم . وقطعت عنق صاحبك أي عرضته للهلاك بكثرة المدح إعجاباً وإطراء] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عند الغضب، قول سليمان بن صُرد رضي الله تعالى عنه : (كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد فقالوا له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعوّذ بالله من الشيطان الرجيم فقال : وهل بي من جنون ؟)[متفق عليه] . 

– وإذا سمع المسلم نهيق الحمير أو صياح الديكة كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطاناً)[متفق عليه] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن أمر بقتل الكلاب والوزغ “والحيات والهوام” بقوله : (من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك)[مسلم] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (اقتلوا الحيات والكلاب واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يلتمسان البصر ويستسقطان الحبالى)[متفق عليه . وذا الطفيتين حية خبيثة على ظهرها خطين، والأبتر قصير الذنب، ويلتمسان البصر يعني يصيبان بالعمى وهو نوع من الحيات إذا نظر في عين الإنسان عمي الشخص ويستسقطان الحبالى فزعاً منه مما يجعل المرأة تسقط] .

– أما دواب البيوت فقد نهي صلى الله عليه وسلم عن قتلها، قال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيات ذوات البيوت وقال هن العوامر)[متفق عليه . وذوات اليبوت التي تظهر في البيوت . لاحتمال كونها من الجن] .

– وإذا اضطر المسلم لقتل دواب البيت كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يحرِّج عليه وينذره بالخروج قبل قتله بقوله : (إذا رأيتم منهن شيئاً في مساكنكم فقولوا أناشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم نوح وننشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان أن تؤذونا فإن عُدْن فاقتلوهن)[النسائي في الكبرى] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الهوام من الجن فمن رأى في بيته شيئاً فليُحَرِّج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله فإنه شيطان)[أبو داود . ومعنى فليحرّج إي فلينذره بالخروج وإن عاد في الرابعة يسم الله ويقتله] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئاً منها فحرِّجوا عليها ثلاثاً فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر)[مسلم . وعوامر أي الهوام والآفات التي تسكن البيوت وتعمرها] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عدم سب أيٍ من الدواب والحشرات بوجه عام قال أنس رضي الله تعالى عنه : أن رجلاً لعن برغوثاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (لا تلعنه فإنه أيقظ نبياً من الأنبياء للصلاة)[البخاري في الأدب المفرد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وغيرهم] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا أن نعطي من سأل بالله تعالى، بقوله : (.. ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ..)[أبو داود وأحمد والحاكم] .

– وإذا مر المسلم بالقبور كان من هديه قوله صلى الله عليه وسلم قول : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ـ وفي رواية زيادة ـ أسأل الله لنا ولكم العافية)[مسلم] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)[مسلم] .

– وإذا تبع المسلم الجنازة حتى تدفن علمنا صلى الله عليه وسلم أن نقول عند إدخال الميت القبر : (بسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله ـ وفي رواية ـ على ملة رسول الله)[أبو داود والترمذي وابن ماجة] .

– وبعد الدفن كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا قول : (استغفروا لأخيكم ـ في رواية زيادة ـ وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل)[متفق عليه وأبو داود واللفظ له] .

– وعند التعزية والمواساة لأهل الميت كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب)[متفق عليه] .

– ومن ألفاظ التعزية أيضاً قول : (أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك)[ذكره النووي في كتابه الأذكار] .