– يبدأ المسلم يومه بالاستيقاظ من النوم مبكراً فكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يبدأ يومه بالذكر، قال صلى الله عليه وسلم : (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)[متفق عليه] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد عليّ روحي وأذن لي بذكره)[الترمذي والنسائي في الكبرى] .

– ثم بعد ذلك يذهب المسلم إلى الخلاء (الحمام) وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عند دخوله أن يقدم رجله اليسرى قائلاً دعاء الدخول قوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)[متفق عليه] .

– أو قوله صلى الله عليه وسلم : (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله)[الترمذي] .

– وعند الخروج من الحمام كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقدم رجله اليمنى ويقول دعاء الخروج قوله صلى الله عليه وسلم : (غفرانك)[أصحاب السنن] .

– أو قوله صلى الله عليه وسلم : (الحمد الله الذي اذهب عني الأذى وعافاني)[ابن ماجة] .

– ثم يتوضأ المسلم استعداداً للصلاة ويبدأ وضوءه بقول : (بسم الله) لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)[أبو داود والترمذي وابن ماجة] .

– ولا بأس بإضافة (الرحمن الرحيم) في التسمية تبركاً، وقال بعض الفقهاء بجواز الوضوء عند نسيان التسمية، على اعتبار أنه سنة .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن يبدأ الوضوء بالدعاء بقوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي)[النسائي في الكبرى وأحمد] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم غسل الميامن قبل المياسر، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في شأنه كله، في طهوره وترجُّلِه وتنعُّله)[متفق عليه . وترجيل الشعر تسريحه ومشطه] .

– وإذا فرغ المسلم من الوضوء ختمه بالدعاء المأثور عنه صلى الله عليه وسلم قوله : (من توضأ فقال أشهد ألا إله إلا الله وحده ولا شريك له وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ـ وفي رواية زيادة ـ اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”)[مسلم والترمذي والزيادة عنده] .

– ثم كان من هديه صلى الله عليه وسلم عند الوضوء السواك بقوله صلى الله عليه وسلم : (لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)[متفق عليه] .

– ومن فوائد السواك عدة أمور منها قوله صلى الله عليه وسلم : (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)[النسائي وأحمد والدارمي] .

– ثم بعد ذلك يلبس المسلم ثوبه وكان من هديه صلى الله عليه وسلم حمد الله تعالى على ذلك لقوله : (… ومن لبس ثوباً فقال الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)[أبو داود] .

– وإذا كان ثوباً جديداً كان من هديه التصدق بالثوب القديم على من هو دونه من باب شكر الله تعالى على ما أعطى قال صلى الله عليه وسلم : (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له)[أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى] .

– أو قوله صلى الله عليه وسلم : (من قال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخْلَق فتصدق به كان في كَنَف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حياً وميتاً)[أبو داود والترمذي وابن ماجة . وعمد أي قصد . وأخلق أي قدم وبَلِي . وكنف الله أي رعايته وحفظه تعالى شأنه] .

– ثم يسرّح المسلم شعره بحيث يكون مظهره مقبولاً لائقاً قال جابر رضي الله تعالى عنه : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شَعْثَاً قد تفرق شعره فقال : (أما يجد هذا ما يُسَكِّن به شعره ورأى رجلاً آخر عليه ثياب وسخة فقال : أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه)[أبو داود والنسائي . شعثاً منفوش الشعر] . 

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في تسريح الشعر أن يبدأ بالجهة اليمنى قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في شأنه كله في تنعله وتَرَجُلِه وطهوره)[متفق عليه] .

– ثم يلبس المسلم نعله وكان من هديه صلى الله عليه وسلم البدء باليمين، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا خلع فليبدأ بالشمال ولينعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعاً)[متفق عليه] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يمشي المسلم بنعل واحدة بقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا انقطع شِسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها)[مسلم . وشسع النعل فردته] .

– وعند سماع أذان الفجر كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن، من قال مثل ما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين قال لا حول ولا قوة إلا بالله، دخل الجنة)[متفق عليه . والحيعلتان هي قول المؤذن : حي على الصلاة حي على الفلاح] .

– ثم كان من هديه صلى الله عليه وسلم بعد الأذان قول الدعاء المأثور : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صَلوا عليّ فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه وسلم بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله أرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة)[مسلم] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدتـه، حلّت له شفاعتي يوم القيامة)[البخاري] . ثم يقول بعده الأذكار الخاصة بذلك، منها :

– قوله صلى الله عليه وسلم : (من قال حين يسمع المؤذن أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً “نبياً” وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه)[مسلم وابن ماجة .جمعاً بين الروايات] .

– ثم بعد ذلك للمسلم أن يدعو بما أراد من الدعاء بين الأذان والإقامة لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)[أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء أن علمنا العزم في المسألة بقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل اللهم إن شئت فاعطني فإن الله لا مُسْتكرِه له)[متفق عليه] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء عدم استعجال الإجابة بقوله (يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي)[البخاري] .

– وكما كان من هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء استحضار القلب والإقبال على الله تعالى حال الدعاء، بقوله صلى الله عليه وسلم : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ)[الترمذي والحاكم . وموقن أي معتقد استجابة الله تعالى له] .

– ثم يخرج المسلم إلى المسجد وكان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (اللهم اجعـل في قلبي نوراً واجعل في لساني نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً وعن يميني نوراً وعن وشمالي نوراً ومن بين يدي نوراً ومن أمامي نوراً ومن خلفي نوراً واجعل في نفسي نوراً وأعظم لي نوراً وعظّم لي نوراً واجعل لي نوراً واجعلني نوراً اللهم اعطني نوراً واجعل في عصبي نوراً وفي لحمي نوراً وفي دمي نوراً وفي شعري نوراً وفي بشري نوراً)[متفق عليه . جمعاً بين الروايات] .

– ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا آداب المشي إلى الصلاة بالسكينة والخشوع بقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)[مسلم . جمعاً بين الروايات] .

– وعند دخول المسجد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدخل برجله اليمنى ويقول دعاء دخول المسجد قوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم افتح لي أبواب رحمتك)[مسلم] .

– أو يقول : (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)[الترمذي] .

– أو يقول : (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)[ابن ماجة] .

– وفي المسجد إذا دخل المصلي قبل الأذان أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نصلي ركعتين تحية المسجد بقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)[متفق عليه] .

– وإن دخل بعد الأذان أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نصلي ركعتين خفيفتين سنة الفجر والتي من فضلها بقوله صلى الله عليه وسلم : (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها “لهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً” ـ وفي رواية ـ  لا تدعوهما وإن طردتكم الخيل)[مسلم وأبو داود والزيادة عنده . لم يكن صلى الله عليه وسلم يتركها حتى ولو صلى الفجر بعد طلوع الشمس] .

– ثم يمكث المصلي في المسجد يقرأ القرآن ويذكر ربه حتى تقام الصلاة . ولا ينبغي للمسلم أن يُفرِّط في صلاة الفجر لما قاله صلى الله عليه وسلم في فضلها : (… ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً)[متفق عليه . والعتمة الظلمة، قصد بها صلاة العشاء] .

– وقوله صلى الله عليه وسلم : (من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم)[مسلم . والمقصود أن من صلى الصبح كان له من الله أمان فمن تركها فلا أمان له وطالبه الله بها ، وقيل أن تركها يوقع العبد في مطالبة الله تعالى] .

– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام وترك صلاة السنة بقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)[مسلم] . لا كما يفعل البعض فيصلي السنة والصلاة قد أقيمت .

– ثم بعد الصلاة يقول المسلم أذكار الصلاة الواردة . ثم يصلي السنن المكتوبة .

– وبعد صلاة الفجر كان من هديه الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس ثم كان يصلي الضحى أحياناً مبكراً قال جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حي تطلع الشمس حسناً)[مسلم . وحسناً أي طلوعاً مرتفعاً ظاهراً على الشروق] .

– وقال صلى الله عليه وسلم : (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيراً غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر)[أبو داود وأحمد] .

– ثم يخرج المصلي من المسجد مقدماً رجله اليسرى منتعلاً برجله اليمنى ويقول دعاء الخروج من المسجد وكان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (… وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك)[مسلم] .

– أو يقول : (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم أغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك)[ابن ماجة] .

– أو ليقل : (بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم)[ابن ماجة] .

– أو ليقل : (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله رب أغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك)[الترمذي] .