– إذا رأى المسلم في طريقه شيئاً أعجبه كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول : (سبحان الله) في كل موقف يتعجب منه، من ذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه لما جاء يسأله هل ينجس المسلم ؟، فأجابه قائلاً : (سبحان الله المؤمن لا يَنْجُس)[البخاري] .
– كذلك قوله لمن سألته كيف تتطهر المرأة : (سبحان الله تطهري بها …)[مسلم] .
– وإذا تعجب كان من هديه صلى الله عليه وسلم تحريك رأسه والعض على شفتيه، قال أبو ذر رضي الله تعالى عنه : أتيت النبي بوضوء فحرك رأسه وعض على شفتيه قلت بأبي أنت وأمي آذيتك قال صلى الله عليه وسلم : (لا ولكنك تدرك أمراء …)[البخاري في الأدب المفرد] .
– وإذا رأى باكورة الثمر كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مُدنا …)[مسلم] .
– وإذا رأى المبتلى كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (من رأى المبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيراً ممن خلق تفضيلاً لم يصبه ذلك البلاء)[الترمذي وابن ماجة . يقول المسلم هذا الدعاء بحيث لا يسمعه المبتلى حتى لا يؤلمه بكلامه] .
– وإذا رأى المسلم في طريقه عورة أو امرأة كان من هديه أن يصرف بصره، لقوله لمن جاء يسأله عن نظر الفجأة فقال صلى الله عليه وسلم : (اصرف بصرك)[أبو داود والترمذي] .
– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء شكر الله تعالى، قال أبو بكرة رضي الله تعالى عنه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو يُسَر به خر لله ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى)[أبو داود والترمذي وابن ماجة] .
– كما كان من هديه أن يحمد الله تعالى على ذلك، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه الأمر يكرهه قال الحمد لله على كل حال)[الحاكم] .
– ومن هديه صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحداً يضحك الدعاء له، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه يضحك فقال له : (أضحك الله سِنَّك يا رسول الله)[مسلم . وأضحك سنك أي أدام الله فرحك وسرورك] .
– وإذا استصعب المسلم خلال يومه شيئاً كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً)[ابن حبان والبيهقي في الدعوات الكبير] .
– وإذا أهمه شيئاً وأحزنه كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)[الترمذي والحاكم] .
– أو يقول : (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)[الترمذي والنسائي في الكبرى] .
– وعند الكرب كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم)[متفق عليه] .
– وإذا أهدى له أحداً هدية قبلها وأثاب عليه، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها)[البخاري] .
– وإذا عرض على المسلم ريحان فلا يرده، لقوله صلى الله عليه وسلم : (من عُرِض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح)[مسلم] .
– و إذا تخيّر المسلم بين شيئين كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يختار الأيسر، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (ما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه …)[متفق عليه] .
– كما كان من هدية صلى الله عليه وسلم أن علمنا الاستخارة في كل شيء، بقوله : (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمر أو قال في عاجل أمري وآجله فأقدره لي “ويسره لي ثم بارك لي فيه” وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حين كان ثم رَضّني به ويسمي حاجته)[البخاري والترمذي] .
– وإذا أصابه دين أرهقه كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك)[الترمذي] .
– وإذا رأى المسلم ما أعجبه من نفسه أو ماله أو أخيه أو أهله أو ولده كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق)[الحاكم . والدعاء بالبركة كقول تبارك الله أو بارك الله لك] .
– أو يقول : (ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت)[الطبراني في الصغير] .
– وإذا نظر المسلم للمرآة كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (الحمد لله الذي حسّن خلقي وزان مني ما شان من غيري …)[الطبراني في الكبير وأبو يعلى] .
– وإذا أحس الإنسان بالكسل في يومه كان من هديه صلى الله عليه وسلم الاستعاذة منه، بقوله : (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها)[مسلم] .
– وإذا استلف المسلم من أخيه ديناً وآن رده كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يرده أو يرد خيراً منه، قال عبد الله بن أبي ربيعة رضي الله تعالى عنه : استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً فجاءه مال فدفعه إليّ وقال : (بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والأداء)[النسائي وابن ماجة] .
– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في البيع والشراء السهولة والسماحة، لقوله : (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)[البخاري] . وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء)[الترمذي] .
– وإذا صُنِع للمسلم معروفاً كان من هديه صلى الله عليه وسلم الدعاء له، لقوله : (… ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)[أبو داود والنسائي في الكبرى والبخاري في الأدب المفرد] . وقوله صلى الله عليه وسلم : (من صُنِع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء)[الترمذي والنسائي في الكبرى] .
– وإذا قال المسلم لأخيه غفر الله لك كان من هديه صلى الله عليه وسلم الرد عليه بالمثل، قال عبد الله بن برجس رضي الله تعالى عنه : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأكلت من طعامه فقلت غفر الله لك يا رسول الله قال : (ولك …)[النسائي في الكبرى وأحمد] .
– ولقضاء الحوائج كان من هديه صلى الله عليه وسلم، قوله : (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان)[الطبراني في الأوسط] .
– وإذا أحب المسلم أخاه المسلم في الله كان من هديه صلى الله عليه وسلم، قوله : (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)[أبو داود والترمذي] . وإخباره إياه يكون بقوله : (أحبك الذي أحببتني له)[أبو داود والنسائي في الكبرى] .