– في البيت بعد صلاة العشاء كان من هديه صلى الله عليه وسلم النوم مبكراً، كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه قال : (كان صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العِشاء التي تدعونها العَتَمَة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها)[متفق عليه] .
– وحال المسلم الجماع يقول الدعاء المأثور ليعصمه الله تعالى به، قال صلى الله عليه وسلم : (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : اللهم جنبنا الشيطان وجَنِّب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره شيطان أبداً)[متفق عليه] .
– وإذا أراد المسلم أن يعاود الجماع توضأ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضاً “بينهما وضوءاً“)[مسلم] .
– وبعد الجماع يكون الغسل، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يُفرِغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أنه قد استبرأ حَفَنَ على رأسه ثلاث حَفَنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه)[متفق عليه . واستبرأ أي أنقاه . وحَفَن أي غرف بيده عليه] . وهي طريقة الغسل الكامل، ويجزئ إفاضة الماء على سائر الجسد .
– وإذا كسل المسلم عن الغسل فأراد أن ينام أو يأكل أو يشرب قبل الاغتسال يتوضأ، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة)[مسلم . والوضوء هنا سنة وهو أفضل في حق المسلم] . وقالت أيضاً : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة)[البخاري . وهذا هو الوضوء الذي لا ينقض، لأنه لا يرفع حدثاً وإنما يجفف آثار الجنابة] .
– وقبل النوم هناك آداب يقوم بها المسلم، قال صلى الله عليه وسلم : (غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح باباً ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يَعْرِض على إناءه عوداً ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم)[مسلم . والفويسقة هي الفأرة . وأوكؤا أربطوا . ويعرض يضع . وتضرم تشعل وتؤذيهم] .
– وإن كان المسلم صاحب أموال يكتب وصيته ليبرئ ذمته، قال صلى الله عليه وسلم : (ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)[متفق عليه] .
– وإذا سمع المسلم نباح الكلاب أو نهيق الحمير بالليل تعوذ منها، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرين مالا ترون “وأجِيفُوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها فإن الشيطان لا يفتح باباً أجيف وذكر اسم الله عليه وغطوا الجرار وأوكئوا القِرَب واكفئوا الآنية”)[أبو داود مختصراً والبخاري في الأدب المفرد واللفظ له . قصد بذلك الجن والشياطين . وأجيفوا أغلقوا . وأكفئوا اقلبوا] .
– وقبيل النوم كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا كيف نتحرر من ذنوب الناس بحيث ينام المسلم وهو سليم الصدر خفيف الوزر ولا سيما لمن انتقص حقه بسب أو شتم . قال صلى الله عليه وسلم : (اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ـ وفي رواية ـ زكاة ورحمة ـ وفي رواية ـ زكاة وأجراً ـ وفي رواية ـ صلاة وزكاة وقربة)[متفق عليه] .
– وإذ أخذ المسلم موضعه على الفراش، كان من هديه صلى الله عليه وسلم ما قاله : (إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإنك إن مت مت على الفطرة)[متفق عليه] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي وأخسأ شيطاني وفك رهاني “وثقّل ميزاني” واجعلني في الندي الأعلى)[أبو داود والطبراني في الكبير] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلَّفه عليه ثم يقول بسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)[متفق عليه] .
– ومن هديه صلى الله عليه وسلم كذلك ما قالته عائشة رضي الله تعالى عنها : (كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يسمح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات)[البخاري] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة أبي هريرة رضي الله تعالى عنه لما قال له الشيطان الذي كان يسرق من بيت الزكاة : إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (صدقك وهو كذوب)[البخاري] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة الكرام : (اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك)[أبو داود والنسائي في الكبرى] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (باسمك اللهم أموت وأحيا)[البخاري] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه : (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)[مسلم . والمعنى لا راحم له ولا عاطف وقيل لا سكن له ولا وطن] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ بالآيتين من أخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)[متفق عليه] .
– وقول حفصة رضي الله تعالى عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)[أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (من قال حين يأوي إلى فراشه : استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا)[الترمذي وأحمد . وعالج ساحل على البحر] .
– وإذا أرِق المسلم في ليله فلم ينم كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم رب السموات السبع وما أظلّت ورب الأرضين وما أقلّت ورب الشياطين وما أضلّت كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يَفْرُط عليّ أحدُ أو أن يطغى عليّ عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت)[الترمذي] .
– وإذا فزع النائم من نومه ليلاً وانتبه مذعوراً كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا فزع أحدكم من نومه فليقل : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره)[أبو داود والترمذي] .
– وإذا رأى النائم في منامه رؤيا تفزعه كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره “ثلاثاً” وليستعذ بالله من الشيطان “ثلاثاً” وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)[مسلم] .
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره)[البخاري] .
– وبعد منتصف الليل يتهيأ المسلم لقيام الليل وكان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة)[مسلم] .
– وإن خشي عدم القيام صلى وأوتر من أول الليل وكان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل)[مسلم] .
– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عدم ترك قيام الليل وإن كان مريضاً أو كسلاً . قالت عائشة لعبد الله بن أبي قيس رضي الله تعالى عنهما : (لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كَسِل صلى قاعداً)[أبو داود وأحمد والبخاري في الأدب المفرد] .
– وبعد انتهاء الوتر كان من هديه صلى الله عليه وسلم قوله : (سبحان الملك القدوس) وفي رواية : (سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع صوته)[أبو داود والرواية للنسائي في الكبرى] .
– وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن علمنا إذا نام المسلم عن صلاة الليل فله أن يقضيها بالنهار بقوله صلى الله عليه وسلم : (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل)[مسلم] .