حقيقته : هو مرض يصيب أعضاء البدن . وحقيقته موجود كالزكام والحمى والسرطان والروماتيزم والإسهال والباسور والشلل وأمراض الصدر وسائر أمراض الجسد العضوية . أسباب المرض العضوي : كثيرة منها نقص المناعة أو الإصابة بفيروس أو بكتيريا أو جرح يلتهب أو عن طريق العدوى أو عن طريق الأكل الملوث، وأساس كل ذلك وأول أسبابه هو ملء المعدة والشره في الأكل، قال صلى الله عليه وسلم : (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه)[الترمذي والنسائي في الكبرى] . وقديماً قيل : (المعدة بيت الداء والدواء) . ومما يروى أن الطبيب ابن سينا قال لطبيب نصراني أعجمي : (إن الله تعالى قد ذكر في كتابه العزيز جماع الصحة والوقاية في نصف آية من القرآن الكريم فقط، هي قوله تعالى شأنه : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)[الأعراف] . فالأكل والشرب المعتدل أساس الصحة وتوازن الجسم . والعلاج منه : - قد يكون بالقرآن الكريم فهو كله شفاء في كل الأحوال، ولا سيما سورة الفاتحة والإخلاص والفلق والناس وفواتح سورة البقرة وخواتمها وآية الكرسي . - وقد يكون بالأدعية الواردة المأثورة التي في الرقية . - وقد يكون العلاج بالعقاقير والدواء المستحضر والأعشاب النباتية . - وقد يكون ببعض أنواع الطعام والمأكولات وقد يكون بالأعشاب كقوله صلى الله عليه وسلم : (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام)[مسلم]، والحبة السوداء هي حبة البركة وتسمى الشونيز، وزيتها كذلك يعالج به، والسام هو الموت . - وقوله صلى الله عليه وسلم : (من تصبح بسبع تمرات "عجوة" لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)[مسلم]، والعجوة نوع من أفضل أنواع التمر، وكل أنواعه هي أيضاً مفيدة وقد تفي بالغرض لاحتوائها على نفس المواد الغذائية والعناصر العلاجية . - وقوله صلى الله عليه وسلم في الحمى : (إن الحمى من فور "فيح" جهنم فأبردوها بالماء)[مسلم] . وفيح أي حر . - وقوله صلى الله عليه وسلم : (التلبينة مُجِمّة لفؤاد المريض تُذهب بعض الحزن)[مسلم] . والتلبينة هي حساء الدقيق، ومجمة تريح المريض وتنشطه وتسرِّي عنه وتزيل الهم . - وقوله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يشكون بطن أخيه : (اسقه عسلاً)[مسلم]، وقوله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالشفائين العسل والقرآن)[ابن ماجة والحاكم] . - وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار)[مسلم] . - وقوله صلى الله عليه وسلم : (... عليكم بهذا العود الهندي "القُسط" فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب)[مسلم]، وذات الجنب مرض يصيب المعدة والجهاز التنفسي، والقسط الهندي شفاء لسبعة أمراض ذكرها بعض شراح الحديث . - وقوله صلى الله عليه وسلم : (زمزم لما شرب له)[ابن ماجة وأحمد والبيهقي في شعب الإيمان]. فمن شربه بنية الشفاء شفاه الله . - وقوله صلى الله عليه وسلم في الكِباث : (عليكم بالأسود منه)[مسلم]، والكِبَاث النضيج من ثمر شجر الأراك . - وقوله صلى الله عليه وسلم : (نعم الإدام الخل)[مسلم] . والخل ترك الطعام حتى يختمر، ويعرف اليوم بالمخلل . - وعموم فعله صلى الله عليه وسلم للحجامة قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : (احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره واستعط)[متفق عليه] .