حكم التداوي :
– قال صلى الله عليه وسلم : (لكل داء دواء فإن أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)[مسلم]
– وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم)[السنن] .
– وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : (إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له الشفاء علمه من علمه وجهله من جهله)[أحمد والحاكم والبيهقي في السنن الكبرى] .
تبين لنا من هذه الأحاديث النبوية الشريفة جواز حكم التداوي وأنه أمر مشروع، وهذا معلوم لكن الذي يحتاج لعلم هو معرفة أيهما أفضل التداوي من المرض أم الصبر عليه وترك التداوي .
– وقال صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب : (هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون)[متفق عليه] .
– وقال صلى الله عليه وسلم للمرأة التي كانت تصرع وتتكشف : (إن شئت صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوت الله أن يعافيك فقالت : أصبر)[البخاري] .
استدل بذلك بعض الفقهاء على جواز ترك التداوي وأن الصبر على المرض أفضل وآكد للأجر، قال العلامة العثيمين في القول المفيد (ج1، ص127) ما معناه : وحكم التداوي له ثلاث حالات :
– الأولى : ما غلب على الظن نفع التداوي مع احتمال الهلاك عند تركه فالتداوي واجب .
– الثانية : إذا غلب على الظن نفع التداوي وليس هناك هلاك محقق فالتداوي أفضل .
– الثالثة : إذا تساوى الأمران فترك التداوي عندها أفضل .
وعموماً فالتداوي مشروع فمن شاء طلب الداوء، ومن شاء صبر وله الأجر .
طرق أخذ الدواء :
هناك ست طرق لأخذ الدواء هي :
1- أخذ الدواء عن طريق الفم : ومنه الشراب وبلع الحبوب واللَّدود .
– اللدود : هو وضع الدواء في فم المريض وهو يكرهه ولا تستسيغه نفسه، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها في مرض موت النبي صلى الله عليه وسلم : (لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأشار ألا تلدُّوني فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال لا يبقى أحد منكم إلا لُدّ غير العباس فإنه لم يشهدكم)[مسلم] .
2- عن طريق الحقن : الحقن في الوريد . الحقن في العضل . الحقن الشرجية (التحاميل) .
3- عن طريق الأنف : ويسمى السَّعوط وهو استنشاق الدواء عن طريق الأنف بسرعة وقوة أو أن يستلقي المريض على ظهره ويضع تحت كتفيه ما يرفعهما فينحدر رأسه للخلف ثم يقطر في أنفه، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : (احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره واستعط)[متفق عليه]، واستعط استعمل الدواء عن طريق أنفه كما ذُكِر .
4- عن طريق الدهن : بأنواع المراهم والمروخ والزيت يدلك بها الجسد، ولا سيما زيت الزيتون لما فيه من بركة .
5- عن طريق غسل المريض : كغسل جسده كله أو غسل رأسه أو غسل وجهه ولا سيما بالماء المقروء عليه بالآيات والأوراد والأذكار .
6- السماع والقراءة على المريض : بآيات الرقية والأذكار والأوراد .