قوله سبحانه : (ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين)[74 الأنبياء] . ولفظ القرية هاهنا مستعار، والمراد به الجماعة التي كانت تعمل الخبائث ، من أهل القرية . وكشف سبحانه عن ذلك بقوله : (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) .
وفي هذا الكلام خبر عجيب، لأنه سبحانه وتعالى جعل ما يلي لفظ القرية مؤنثاً، إذ كانت مؤنثة، فقال : (التي كانت تعمل الخبائث) . وجعل بقية الكلام مذكراً، فقال : (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) لأن المراد به مذكر، فصار الكلام في الآية على قسمين : قسم عائد إلى اللفظ، وقسم عائد على المعنى، وهذا من عجائب القرآن الكريم .
المصدر : الموسوعة القرآنية خصائص السور / جعفر شرف الدين / ج5 / ص298 .