عمل جليل لا ينهض به من العلماء إلا القليل، ممن توافرت فيه ملكات الاجتهاد، وتجرد من التعصب المذموم والتحيز المقيت . ومجمله يقوم على معرفة كافة درجات الفقه (الفهم الدقيق للأمور) وهي (11) درجة :
1- الفقه الشرعي . الذي حوى جملة أحكام وحدود الفقه الإسلامي، التي شملت كل جزئيات حياة المسلم .
2- الفقه المقارن . المعتمد على المقارنة بين الشرع المطهر وقوانين البشر المستحدثة، ومراعاة ما يحقق المنفعة ويدرأ المفسدة منها من باب المصالح المرسلة .
3- فقه الواقع . بحيث ينبثق الإنسان في حياته من أرضية الواقع في كل شؤونه لا أن يعيش حياة المنفصل عن مجتمعه .
4- فقه الممكن والمتاح . بحيث ينظر المسلم في الممكنات المتاحة له، وألا ينشغل بما ليس ممكناً له أو متاحاً .
5- فقه الأحداث والنوازل . فيستفيد المرء منها ويخرج بخبرات وتجارب ينتفع بها، ومن ثم يعيد توجيه خط سيره وإصلاح أوضاعه على ضوئها .
6- فقه الأولويات . وهذا أميز ما يميز العقلاء، وهو أمر قد يُشكل على كثير من الناس، فربما أضرَّ من حيث أراد الصلاح بسبب جهله بالأولويات .
7- فقه المستقبل . فالفطن ينظر لمستقبله بما يمكنه بلوغه منه، من خلال تقديرات ونظرة واقعية، وتخطيط منطقي مقبول .
8- فقه الخلاف . الذي يعنى بوجوب مراعاة وجهات نظر الآخرين وعدم تجاهلها .
9- فقه التنزيل . الذي يعنى بتنزيل النصوص الفقهية على الواقع المعاصر، وهو أحد صور فقه الواقع .
10- فقه الضرورات . الذي يعنى بكيفية التعامل مع الضرورات وتقديرها بقدرها، وهو أحد صور فقه الممكن والمتاح .
11- فقه المشكلات . وكيفية التعامل معها بكل منهجية إيجابية تحقق المنفعة والمصلحة وتدرأ المفسدة والمضرة .
بهذه الأمور يصيب المرء كبد الحقيقة غالباً متى طلبها بصدق، وبقدر انحرافه عنها سينحرف عن الهدف .