دواعي الخلاف :


السبب الأول : أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه . وهذا السبب ليس خاصاً فيمن بعد الصحابة، بل يكون في الصحابة ومَن بعدهم .
السبب الثاني : أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله ورأى أنه مخالف لما هو أقوى منه، فأخذ بما يراه أقوى منه، ونحن نضرب مثلاً أيضاً، ليس فيمن بعد الصحابة، ولكن في الصحابة أنفسهم .
السبب الثالث : أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه وجلَّ من لا ينسى، كم من إنسان ينسى حديثاً، بل قد ينسى آية .
السبب الرابع : أن يكون بلغه وفهم منه خلاف المراد .
السبب الخامس : أن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ فيكون الحديث صحيحاً والمراد منه مفهوماً ولكنه منسوخ، والعالم لا يعلم بنسخه، فحينئذٍ له العذر لأن الأصل عدم النسخ حتى يعلم بالناسخ .
السبب السادس : أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع بمعنى أنه يصل الدليل إلى المستدل، ولكنه يرى أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع، وهذا كثير في خلاف الأئمة . وما أكثر ما نسمع من ينقل الإجماع، ولكنه عند التأمل لا يكون إجماعاً .
السبب السابع : أن يأخذ العالم بحديث ضعيف أو يستدل استدلالاً ضعيفاً وهذا كثير جداً .

                                                                  المصدر / الخلاف بين العلماء / العثيمين / ص10-27 .