المقصد الأسمى من الوجود :

 

     نجد الكفار عطلوا وسائل المعرفة، فأعينهم عليها غشاوة، وفي آذانهم وقر فلم يتدبروا آيات الله المبثوثة في الآفاق والأنفس ولم يقرءوا كتاب الله المفتوح لكل ذي بصر ألا وهو مخلوقات الله في هذا الكون الفسيح، وأدى بهم تفكيرهم القاصر إلى ربط الضر والنفع بما بين أيديهم من المخلوقات فاتخذوا العباد أولياء من دون الله تعالى، وهم بذلك يظنون أنهم يحسنون صنعًا فزين لهم شركاؤهم تكذيب رسل الله تعالى والكفر بالبعث بعد الموت فكانت جهنم لهم نزلًا .

     إن القيمة الحقيقية للحياة الدنيا وما يجري فيها إن من المبادئ الراسخة في العقيدة الإسلامية أن الأرض وما عليها من الكائنات مصيرها الزوال وأن هذه الحياة على هذا الكوكب حياة مؤقتة، وأن الحكمة من وجودها الابتلاء والاختيار وأن هذه الحياة مزرعة الآخرة فما زرعه الإنسان في هذه الحياة سيحصد ثماره في الحياة الآخرة .

     إن المقصد من متع هذه الحياة جعلها وسيلة للحياة الباقية وأنها إن لم ترتبط بالقيم الصحيحة الباقية زلت واندثرت باندثار ما على الأرض وكانت وبالًا على أصحابها هذه الحقيقة عرضت عرضًا معجزًا

                                     المصدر : مباحث في التفسير الموضوعي . مصطفى مسلم . ص184 .