في القرآن الكريم (29) سورة ابتدأت بأحرف مقطعة حارت فيها العقول ولا سيما العربية الفصيحة البليغة في إدراك معانيها ومعرفة حقيقة ذلك، والمقصد منها بالضبط .
والكلام العربي يُقسم إلى قسمين : (كلام بناء وكلام استفهام) وحروفه كذلك تُقسم إلى قسمين (حرف مبنى وحرف معنى) .
وأحرف البناء تبنى منها الكلمة وإذا جاء أحدها منفرداً فلا معنى له إلا الدلالة على الصوت، وأما أحرف المعنى فهي تدل على مراد معين كحرف (من) يدل على الابتداء، و(في) يدل على الظرف، و(إلى) يدل على الانتهاء، و(على) يدل على الفوقية، وهكذا لكل منها معنى يدل عليه .
والمعجز في الأمر والملفت للنظر أن تلك السور استخدمت فيها حروف الهجاء بطريقة غاية في الدقة، فالمعروف في لغتنا العربية أن حروف الهجاء هي (28) حرفاً .
والملاحظ هنا أن تلك السور التي ابتدأت بالحروف المقطعة قد ابتدأت بنصف حروف الهجاء أي بـ (14) حرفاً منها، وباقي الحروف لم تستفتح بها السور . وهذه الحروف الأربعة عشر من إجمالي حروف الهجاء التي ابتدأت بها السور تقع ضمن (3) أقسام .
– الأول . التسعة الأحرف الأولى . أخذ منه حرفان وترك سبعة .
– الثاني . العشرة الأحرف الوسطى . أخذ منه خمسة وترك منها خمسة .
– الثالث . التسعة الأحرف الأخيرة . أخذ منه سبعة وترك اثنان .
فالقسم الأول . التسعة الأحرف الأولى أُخِذ منه حرفان الأول والسادس وتُركت باقي الأحرف السبعة لم تستفتح بها السور فهي : (أ ب ت ث ج ح خ د ذ) فأخذ الأول (أ) والسادس (ح) وترك الباقي .
والقسم الثاني . وهو العشرة الأحرف الوسطى أُخذ منها خمسة أحرف وترك منها خمسة، والذي أُخذ منه كل الأحرف التي ليس عليها نقط، وتركت كل الأحرف المنقوطة وهي : (ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ) أُخذ منها : (ر س ص ط ع) .
والقسم الثالث . التسعة الأحرف الأخيرة أُخذ منه سبعة أحرف وترك منه حرفان بعكس القسم الأول فهي : (ف ق ك ل م ن هـ و ي) والذي ترك هما الأول (ف) والثامن (و) وأخذت السبعة الأحرف الباقية . فسبحان الملك القدوس .