(62) التغافل
منحة ربانية لمن وُهب عقلاً راشداً بحق فلا يهتم إلا لمعالي الأمور معرضاً عما سواها
تجعله لا يركز إلا على ما يعود عليه أو على الآخرين بنفع حاصل عاجلاً أم آجلاً
وتجعله لا يلتفت لما يقال من أمور في حقيقتها تعد من مهدرات طاقات العقل 
إن وهبك الله تعالى التغافل ستعلم حينها أنها نعمة كبرى ستنعم بها في حياتك
وغيرك يتتبع كل شاردة وواردة يتوقف عند كل ما يمر بعقله من خواطر فارغة المضمون
فتضيع مراحل حياته المهمة في الردود وما ينجم عنها من خلافات ونزاعات وخصومات
كان الأولى به التفرغ لما هو أهم وأولى وأوجب من مهام ومسؤوليات ومنافع ومصالح

تعلَّم كيف تتغافل كي تستطيع تذوق طعم الحياة وتريح عقلك من كل مشغلة مشتتة
تحكَّم في كيفية إدارة الأفكار بحيث لا تشغل عقلك بما يقلل من قدراته وطاقاته وإمكانياته
بقليل من الوعي ستجد أن تلك الأمور لا تستحق منك أن تشغل بالك بها وتضيع وقتك فيها